د.شريف بن محمد الأتربي
قبل أيام قليلة كنا نهنئ سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء بقدوم مولوده - المبارك بإذن الله - عبد العزيز بن محمد -حفظه الله، واليوم نهنئ سموه الكريم ببلوغ مولوده رؤية 2030 سنته الخامسة، تلك الرؤية التي أسست لحقبة زمنية جديدة في تاريخ المملكة، رؤية تم بناؤها لتحقق أحلام ومتطلبات الموطن السعودي، وتنقله من عصر مصدر الدخل الأحادي إلى مصادر دخل متعددة، وترفع مستوى الحياة الاجتماعية لتلبي احتياجات ومتطلبات الحياة في القرن 21 .
وقد ورد في القاموس المحيط تعريف للرؤية بأنها النَّظَرُ بالعَيْنِ وبالقَلْبِ، وهي فن رؤية الأشياء غير المنظورة، وقد عرّف قاموس «كامبرج» الرؤية بأنها القدرة على تخيل تطوّر لشيء ما في المستقبل والتخطيط لهذا التطور بطريقة مناسبة، أما قاموس أكسفورد فقد عرّف الرؤية على أنها القدرة على التفكير بالمستقبل بحكمة وخيال واسع.
إنّ مصطلح الرؤية يجيب عن كثير من الأسئلة مثل؛ ماذا نريد أن نصبح عليه؟ وإلى أين سنصل في مسيرتنا؟ وتحدد الرؤية الخطط المستقبلية في التنمية، حتى تصل إلى الصورة المثالية، وتشتمل الرؤية أيضاً بمفهومها على كثير من المعاني، كالتصورات والتوجهات، والطموحات، والآمال والافتراضات العقلية، وتعتبر أساس أي تطور يتم السعي لتحقيقه، من خلال تعاون الجميع والتزام كل فرد بعمله، وحتى تحقق الرؤية أهدافها يجب أن تتصف بالوضوح، والبساطة والإيجاز حتى تصل إلى الجميع بنفس المفهوم والفكر.
لقد كانت البداية بإطلاق برنامج «التحول الوطني 2020» والذي أطلق في يونيو 2016، و»برنامج التوازن المالي 2020» والذي أُطلق في ديسمبر 2016، ضمن «رؤية 2030». ثم تبعتها 10 برامج تعزز الرؤية وتصب في مصلحة الوطن والمواطن، منها: برنامج الإسكان، والذي يهدف إلى توفير حياة كريمة للأسر السعودية من خلال تمكينهم من تملك منازل تتماشى مع احتياجاتهم وقدراتهم المالية. وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والذي يعمل على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة على أكمل وجه؛ ورغم جائحة كورنا إلا أن البرنامج واصل جهوده لتحقيق أهدافه مع الأخذ في الاعتبار أعلى مستويات الإجراءات الاحترازية ليس على مستوى المملكة فقط ولكني أكاد أجزم أنه على مستوى العالم.
ويأتي برنامج تحسين نمط حياة الفرد من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية، والترفيهية، والرياضية، والأنماط. ولعل من أهم هذه البرامج التي أُطلق؛ برنامج تعزيز الشخصية السعودية، والذي يهدف إلى تنمية وتعزيز الهوية الوطنية للأفراد وإرسائها على القيم الإسلامية والوطنية وتعزيز الخصائص الشخصية والنفسية التي من شأنها قيادة وتحفيز الأفراد نحو النجاح والتفاؤل، وتكوين جيل متسق وفاعل مع توجه المملكة اقتصادياً وقيمياً ووقايته من المهددات الدينية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، خاصة مع الاستهداف الواضح لشباب المملكة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال محاولة نشر المخدرات بينهم وقد شاهدنا جميعًا خلال الفترة الماضية كمية المخدرات التي كان يُستهدف بها أبناؤنا والتي تم ضبطها من قبل رجال الجمارك ومكافحة المخدرات، والتي تكفي لتدمير شباب العالم وليس شباب المملكة فقط.
هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على الأصعدة كافة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك. سلمان بن عبد العزيز آل سعود
رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمّة طموحة.
إنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر. محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
بتلك الكلمات البسيطة عبَّر كل من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الملهم المجدد عن رؤيتهم للمملكة في 2030؛ كلمات أثارت الحماس والحمية والغيرة في نفوس كل سعودي وسعودية، بل وكل مقيم على أرضنا الطاهرة لتحقيق آمالنا وتطلعاتنا في غد أفضل، غد تستحقه المملكة، ورغم ما يمر به العالم الآن، وخلال الفترة السابقة من تداعيات كورونا على اقتصاديات الدول كافة؛ إلا أننا لم ولن نتوقف بإذن الله، وحتى وإن كنا تأخرنا نتيجة لعوامل عدة داخلية كانت أو خارجية، ولكننا انطلقنا نحو هدفنا الواضح والمميز، ولن يثنينا شيء -بإذن الله- عن تحقيقه.
حفظ الله ديارنا وقادتنا..