رمضان جريدي العنزي
لا للعملاء، لا للخونة، لا للكذابين الفاشلين، الذين يحاولون ستر عوراتهم المفضوحة بورقة التوت الصغيرة الواهنة، على حساب المبادئ والقيم والنخوة والوطنية والشهامة والرجولة، الذين يحرضون الآخرين ويألبونهم على وطنهم قصداً وعمداً وعنوةً، لغايات دنيئة وسقيمة في نفوسهم، وفق خطابات وتنظيرات خشبية متطرفة، ولغو كلام متهالك يعكس فشلهم ورسوبهم الذريع. لقد خان هؤلاء الأمانة، وانقلبوا على القيم، ولفظوا الولاء والثبات والانتماء، وساروا في ركب الأعداء سيراً سريعاً، بعيداً عن تفعيل العقل والمنطق، والبصر والبصيرة، والحكمة والتأني، لقد تهاووا في شباك الأعداء، حتى صاروا فرائس لهم، بعد أن تخلّوا عن وطنيتهم، وأخلوا بالأمانة، لقد تبنّوا نظريات زائفة، وفلسفات مطاطية، وروايات مفربكة، تتنافى مع الثوابت والانتماء والمعتقد والقيم، لقد انحازوا انحيازاً تاماً مع الأعداء بمختلف أشكالهم وأصنافهم، وتبنوا خططهم الهدَّامة، ومشاريعه التخريبية، حتى صاروا جنوداً مطيعين لنشر الهدم والظلام والتخريب في بلدهم، بتواطؤ بائن وواضح يشاهده الأعمى قبل البصير، ويسمعه الأصم قبل الصحيح، لقد قال معروف الرصافي:
لا يخدَعنْك هِتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم في العَلَن
أحْبُولة الدِّين ركَّت من تقادمها
فاعتاض عنها الورى أحبولة الوطن
وقال جيفارا: إذا استطعت أن تقنع الذباب بأن الزهور أفضل من القمامة، حينها تستطيع أن تقنع (الخونة) بأن الوطن أغلى من المال، وعندما سألوا هتلر: من أحقر الناس في حياتك، فقال: الذين ساعدوني في احتلال أوطانهم! فسحقاً لكل خائن يريد أن يبيع وطنه مقابل مال أو منصب أو جاه أو شهرة. إن على هؤلاء النائمين في سرر الأعداء وبين أحضانهم إن كان في رؤوسهم بقية عقل وفهم ومنطق، أن يقتنعوا بأن الوطن أغلى من كل الأموال والمناصب، وأعز من القبيلة والعائلة والطائفة والحزب والتكتل، وأن يعودوا لرشدهم إن كان عندهم بقية رشد وحكمة وبلاغة فهم، وليعلم هؤلاء بأن نصرة الأعداء والوقوف معهم يعد جريمة كبرى، وخيانة عظمى، وليعلم هؤلاء أيضاً بأنهم سوف يتساقطون كما يتساقط الذباب، وسيتخلّى عنهم من كان يدعمهم، وسيهيمون في الشوارع كما تهيم البهائم، وسيندمون حين لا ينفع الندم، إنه حينما يكون الوطن هو المستهدف فإن الحياد والصمت والانزواء يكون تواطؤاً؟ إن علينا جميعاً أن ندافع عن وطننا، وأن نقف بصلابة ضد كل من يسيء إليه ويحاول تشويهه، وأن نقف بالمرصاد لكل خائن عميل فاشل كذاب مرتزق.