د. حسن بن فهد الهويمل
دول تتعرض بالصدفة أو بالتدبير لعارض يُخِلُّ بتوازنها, ثم تجتازه, منتصرة, أو متوقية, وتخرج منه بأقل الخسائر.
هذا شأن الدول التي لا تشكل خطورة على مصالح الكبار. لكن الدول الفاعلة, المؤثرة على مجريات الأحداث، لها حساب آخر, وموقف آخر, وتدبير آخر.
حين تكون رأساً تتعرض للضربات الموجعة, وفي الحكم:- (يا بني لا تكن رأساً, فإن الرأس كثير الآفات).
قدر المملكة الحميد والصعب أنها رأسٌ مؤثر في الأحداث العالمية كافة, وهي إذ تكون كذلك يكون لها عند الباغي شأن آخر.
تظل تحت المجهر, تُرْصَدُ حركاتها, وسكناتها, وإقدامها, وإحجامها وكل أشيائها.
المملكة تواجه حروباً شرسة فرضها الواقع, ومن فرضت عليه أشياء واجهها. هذه الحروب متعددة, ومتنوعة: باللسان, والسنان, وتدبير المكائد:-
- حروب عسكرية, مدججة بأحدث الأسلحة, راجماتٌ, وصواريخ.
- وحروبٌ إعلامية, انتخب لها أساطين الإعلام, والكلام, عبر الإذاعات, والقنوات, والصحف, والمجلات, ومواقع التواصل الاجتماعي.
مئات الآلاف يعمل فيها أمهر الإعلاميين, والصحفيين, والكتاب المغلِّين على عقيدتنا, وقادتنا, وعلمائنا, ومكتسباتنا: الأمنية, والإيمانية.
- وتهريب المخدرات عبر الحدود كافة, معززة بالطائفية الحاقدة, والعنصرية المتعصبة, وتسلل العملاء, والمرتزقة.
وآخر تهريب إلينا من (حزب اللات) بطريقة احترافية مذهلة, يدفع إليها الكسب الحرام, والتقرب إلى الله, بتدمير شبابنا.
الشعب اللبناني السني, والنصراني, والشيعي غير الحزبي, شعب واعٍ لمصالحه. ومصالحه: المادية, والأمنية مرتبطة بالمملكة. هناك آلاف العاملين في المملكة, وهناك المساعدات المتعددة.
هذا الشعب المتميز يدرك معاناته مع (إيران) ولكن قوة الحزب العميل سلبت إرادته, وعطلت فاعلية الأحزاب كافة, ومن ثم اتخذت المملكة إجراءها الرادع بمنع الاستيراد من لبنان, وإن خففته بتعهد الحكومة بمراقبة الوضع. وهو ما لا أراه. إن علينا قطع دابر الشر, ورأس الأفعى.
لبنان مسلوب الإرادة, وتضييق الخناق عليه قد يضطر الحزب المهيمن إلى التراجع المهين.
حربنا ليست مع (اللبنانيين) ولا مع (اليمنيين). حربنا مع المجوس العنصريين الباطنيين الحاقدين. حربنا العسكرية مع (إيران) المدعومة من الغرب, والشرق.
(إيران) عميل غبي, استنزف كل طاقاته, وأنهك شعبه, وضيع مصالحه لتحقيق أطماع باذخة, لن يحققها؛ لأنه عميل غبي, ينفذ لعباً سياسية.
والغرب المهيمن لن يتيح له التغريد خارج السرب. كل عميل خائن, يلعب دوره بغباء, حتى إذا أكمل مهمته صار إلى مزبلة التاريخ, لا خروج على النص.
لقد لعب (الشاه) طول حياته, ولعب (الخميني) طول حياته, وتعاقب الآيات, والملالي على سنن السلف الخائب, ولم يحقق أحد منهم ما يتطلع إليه؛ لأن اللعبة تقتضي ألا تكون هناك مكتسبات, تخل بتوازن القوى في المنطقة.
المملكة بإمكانياتها: الحسية, والمعنوية هدف الأعداء المتربصين؛ لأنها تشكل عائقاً لكل الأطماع, ولولا قوتها الرادعة, وإرادتها القوية, وحكمتها في تصريف الأمور, لما صمدت, وأردت كل التطلعات الخائبة.
هذا الوضع القلق يستدعي وعي المواطن, والمقيم, ومواجهة الأوضاع بوحدة الهدف, والصف, وجمع الكلمة, وتقبل التحدي على مختلف الصعد.
اللحمة الوطنية هي الهدف الرئيس, وما لم يعِ المواطن خطورة الوضع فإن اللحاق بركب الهالكين محتمل.
المملكة بسبقها الاقتصادي العشريني, والصحي, والتعليمي, والتقني تشكل تحدياً فاضحاً للمتردية, والنطيحة, وما أكل التسويف, والوعود الكاذبة.
نصرك اللهم, ووعدك, ومن أصدق منك قيلاً.