حاوره - محرر الوراق ونسق للحوار - محمد المالكي / تصوير - فهد بن عبدالله اليامي:
تجربة الأستاذ عبدالله بن ناصر اليامي مع القصر الأحمر العريق في قلب العاصمة الرياض، القصر المرتبط بمؤسس هذه البلاد ونجله ولي العهد الأمير سعود رحمهما الله وأجيال متعاقبة من الأمراء والوزراء ورجالات الدولة. هذه التجربة تجربة تستحق أن تروى وتسجل لذا كان لوراق الجزيرة هذا الحوار مع مؤلف الكتاب الأستاذ اليامي:
القصر الأحمر يعني لي الكثير
* بداية سألنا اليامي عن ظروف تأليف الكتاب ومن أين أتت الفكرة؟
- فكان جوابه: القصر الأحمر يعني لي الشيء الكثير، وقصة عشق منذ أن كنت طفلاً صغيرًا تفتحت عيني عليه حيث إني أسكن بالقرب منه في حي السويدي القديم، وكلما أشاهده يعجبني لونه ومساحته الكبيرة جدًا مقارنة بالبيوت المجاورة له والطريقة المختلفة في بنائه عن البناء السائد في مدينة الرياض.
كنت أمر بجانبه كل يوم في وقت العصر للذهاب إلى مدرسة اليمامة الثانوية لوجود عدة مناشط رياضية وثقافية واجتماعية، وكانت أشبه بخلية نحل من كثرة الزوار، وكنت كل مرة أقف أمامه برهة من الوقت أحدث نفسي من الذي بنى هذا القصر، ومن سكن فيه، ولماذا لونه أحمر ولماذا يوجد عسكري أمام الباب؟ أسئلة كثيرة دفعتني لسؤال أبي وأقرب الناس لي عنه، وكانت إجاباتهم مختصرة جدًا لا تتجاوز هذه العبارة. هذا قصر الملك سعود رحمة الله عليه، والآن هو مقر لمجلس الوزراء. لم ترضِ هذه الإجابة شغف الطفل وأخذ يبحث حتى كبر اهتمامه بهذا القصر.
ولعلها من الأقدار الجميلة أن الطفل لم يجد إجابة على تلك الأسئلة حتى تمكن بعد مرور سنوات طوال من تأليف كتاب يحمل تاريخ القصر الأحمر قصر الملك سعود أول مقر لمجلس الوزراء. لو لقي هذا الطفل الإجابة لذهب هذا الشغف وما كتب عن هذا القصر كلمة. 8 سنوات من البحث والتقصي حتى رأى هذا الكتاب النور.
جهد ميداني وثماني سنوات بحث وتقصٍّ
* وعن تساؤلنا: كيف كان العمل خاصة أن الجهد المبذول منكم ميداني؟
- كان الرد من الأستاذ عبدالله سريعًا وحاضرًا حيث قال: مثل ما قلت لك سلفًا أخذ مني البحث والتقصي قرابة 8 سنوات لم تكن كلها ميدانيًا بل كانت مقابلات شفهية مع من عاشوا أو عملوا في القصر أو حتى من دخله مراجعًا إبان كونه مقرًا لمجلس الوزراء أو ديوانًا للمظالم فيما بعد إضافة للكتب والمقالات والجرائد والمجلات بالرغم من ندرتها.
شكراً للهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض
وعن تعاون القائمين على القصر يقول اليامي: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. لقيت دعمًا من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) بحكم أنها الجهة المسؤولة عنه بتسهيل مهمتي بالدخول إلى القصر عدة مرات مع بعض الضيوف الذين عاشوا أو عملوا فيه منذ أن سكنه الملك سعود ثم أصبح مقرًا لمجلس الوزراء حتى انتقال ديوان المظالم منه إبان تطوير منطقة المربع الذي تزامن مع مئوية تأسيس المملكة العربية السعودية وصاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود ممن عاشوا بالقصر وخالتها السيدة كلثوم أسعد مرعي ممن عاشوا في القصر والشيخ محمد بن مطحس من (أخويا) جلالة الملك سعود ممن عاشوا في القصر وكذلك بعض من الزملاء الذين ساعدوني بالرأي والمشورة، ولولا دعمهم لي بعد توفيق رب العالمين لما شاهدتم هذا الكتاب بهذا الجهد والدقة فلهم منى كل الشكر والتقدير.
تواصلت مع المصور الأمريكي الذي صور القصر الأحمر
ويضيف اليامي عن كيف حصل على الصور التي استخدمها في الكتاب، حيث يقول: بمساعدة أحد الزملاء في العمل استطعت الوصول إلى المصور الأمريكي بيرت سيل الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا في مدينة ساند يقو الذي كان يعمل في شركة أرامكو السعودية في تلك الحقبة، وهو من قام بتصوير جميع الصور، فقمت بالتواصل معه وقدم لي الصور هدية عندما علم بأني سأستخدمها في كتابي تاريخ القصر الأحمر، وقدمت له إهداء باسمه في الكتاب عرفانًا مني بصنيعه معي.
دشنت الكتاب استجابة لدعوة.. وأعمل على طبعة ثالثة فيها زيادات
وعن تدشين الكتاب بعد سنوات من نشره هل هو عملية تسويق للكتاب لأنه لم يجد رواجًا في السابق، يقول الأستاذ عبدالله اليامي: لله الفضل والمنة، الكتاب طبع مرتين، الأولى عام 2016، والثانية 2017. ونحن الآن - بمشيئة الله - في طور إعادة طباعته طبعة ثالثة، ومنقحة، وسيضاف فيها فصل عن أمناء مجلس الوزراء في القصر الأحمر. أما سؤالك عن تسويق الكتاب فهو - ولله الحمد - اسمه وتاريخه والمعلومات والجهد المبذول فيه هو من سوق الكتاب، وجعلني أفكر في طبعة ثالثة له. هذا أولاً. وثانياً عملت محاضرات عن الكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عام 2016م وفي جامعة اليمامة عام 2019م كنت أدرّس مادة عن التراث السعودي وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل عام 2020م.
أما حفل تدشين الكتاب في قيصرية الكتاب في منطقة قصر الحكم مؤخرًا فقد تلقيت دعوة كريمة من الأخ أحمد الحمدان عضو اتحاد الناشرين العرب ومدير دار الرشد للنشر والقائم على القيصرية فما استطعت إلا أن ألبى دعوته، وألتقي الإخوة في هذا الحفل الجميل.
وأخيرًا أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة الجزيرة ولك أخي يوسف على هذا الحوار الجميل الذي أتمنى أني قد أجبت فيه عن أسئلتكم واستفساراتكم، وكنت ضيفًا خفيفًا عليكم وعلى القراء الكرام.