«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بعد موسم جبار، حقق فيه فريق الهلال المستحيل، وأجبر جميع الرياضيين في الوطن العربي على التصفيق له، وذلك بعد تحقيق دوري أبطال آسيا، ودوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، تراجعت مستويات فريق الهلال هذا الموسم، وأصبح في حال يرثى له، ومن شاهده في مباراة الاتحاد محلياً ومباراتي أجمك واستقلول آسيوياً، يرأف بحاله المزري، ففي تلك المباريات تنازل الهلال عن كبريائه وهيبته، وقدم اسوأ مستوياته التي لم يتوقع أشنع الكارهين له بأن يصل لها فريق مثل الهلال، وإن كان فريق الاتحاد منافساً للهلال، وصاحب إنجازات كبيرة محلياً وآسيوياً، فما عذر اللاعبين ولم أقل «المدرب» وهم يقابلون فريق أجمك «المجهول»...؟! أما «الكارثة» فهي ما قدمه أمام فريق استقلول الطاجيكي في إياب دور المجموعات، إذ خسر بـ»فضيحة» لم يتوقعها أحد!!
رباعية طاجيكية من فريق «مغمور» هزت شباك «زعيم آسيا» تحت نظر لاعبيه المستهترين ومدربه السيء وإدارته التي وضعته في هذا الحال، وتنازل كبير آسيا عن كبريائه وهيبته في هذه المباراة التي أوضحت مدى «العبث» الذي وصل له كبير آسيا وزعيمها الأوحد!!
الهلال منهار، وما وصل له الهلال من مستويات متدنية إلا خير دليل على هذا الانهيار، فلا اللاعبين يملكون حلولاً ناجعة لعودة الهلال لمستوياته، ولا «مدرب الطوارئ» يستطيع إنقاذ الهلال، فهل من منقذ يستطيع أن يعيد الهلال لسابق أمجاده...؟!
سابقاً كان لدى الهلال شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- والذي كان يتدخل في الوقت المناسب، وبعده جاء الأمير بندر بن محمد -شفاه الله-، والذي كان قريباً من كل الإدارات السابقة، ولكن حينما داهمه المرض، وابتعد كلياً عن المشهد الرياضي، لم يتبق لدى الهلال سوى الأمير الوليد بن طلال الذي يعتبر اليوم الأب الروحي للنادي، فهل ينقذ الهلال ويعيده لسابق عهده...؟!
الهلال اليوم يعاني من مدرب لا يستطيع إدارة المباريات، بل أنه أقل بكثير من أن يدرب فريقاً في دوري الدرجة الأولى، وما شاهدناه في المباريات السابقة يكفي للحكم عليه، فالأخطاء التي يقع فيها لا يمكن أن يقع فيها مدرب مبتدئ، هذه الأخطاء تكمن في التكتيك الذي ينتهجه، وتكمن في اختيار اللاعبين الأساسيين، وتكمن في التبديلات الكارثية التي يقع فيها في كل مباراة، ولن نذهب بعيداً، ففي مباراة فريق استقلول عمل تبديلاً واحداً دل على سوءه الفني، إذ أخرج البريك وزج بأمير كردي، وظن الجميع بأن البريك مصاب، فإذا بالمدرب يقول إنه تغيير تكتيكي!! أي تكتيك هذا الذي جعل الهلال يفقد سيطرته على المباراة!! فالمدرب بإخراج البريك أراد سد الثغرة الدفاعية في الجهة اليمنى ولكنه نسي بأنه يخسر المباراة!! وحتى تقتنع بسوئه الفني وقراءة مدرب فريق استقلول الجيدة، عليكم بالرجوع لهدفي فريق استقلول الثالث والرابع والتي جاءت عن طريق الجهة اليسرى!!
هذا مثال، وإلا فأخطاء مدرب الهلال بالجملة، وكشفت لنا عن تواضعه الفني، ولكن المشكلة الكبرى هي «برود» اللاعبين وعدم استشعارهم بأهمية المرحلة التي يمر بها الفريق، وهي مرحلة «الحصاد»، إلا أن اللاعبين خذلوا كل من ساندهم، ولعل وضع اللاعبين يجعلك تقرأ المشهد الهلالي الحالي، فالمدرب ضعيف شخصية وقدرات، والمشرفون على الفريق من الناحية الإدارية لا يملكون «الشخصية» التي تساعدهم على «ضبط» اللاعبين، ومن هنا بدأ اللاعبون لا يهتمون، وهذا الأمر يتحمله في المقام الأول المشرف على الفريق فهد المفرج ومدير الكرة سعود كريري، أما وضع الفريق بشكل عام فتتحمله إدارة فهد بن نافل التي وقعت في أخطاء كثيرة ليس هذا المجال لذكرها.
بقي أن نقول: في موضوع سابق قدمت «الجزيرة» مقترحاً لإدارة الهلال، أشارت فيه بأن فريق الهلال يحتاج لمدرب كبير يقوده فيما تبقى من مباريات الدوري وهي البطولة الأهم في هذه المرحلة، وهي البطولة القريبة من الهلال، ويفترض على إدارة الهلال بعد معرفة قدرات ميكالي أن تتعاقد مع مدرب يستطيع إعادة التوازن للفريق، على أن يتابع الهلال فيما تبقى من مباريات البطولة الآسيوية التي ربما يكون التأهل متاحاً وإن لم يتأهل فتلك ليست بالإشكالية الكبيرة في حال التعاقد مع مدرب جديد يقود الفريق لبطولة الدوري، وما عدا هذا الحل فلن يستطيع الهلال السير للأمام، وسيخسر المزيد من المباريات ويفقد هيبته.. والأخيرة حصلت، فقد فقد الهلال هيبته، ولكن هل هذا المقترح ما زال هو الحل خاصة وأن مباريات دوري أبطال آسيا لم يتبق منها سوى مباراتين..؟! نقول: لا، فهذا المقترح انتهى إلا أن وجدت الإدارة مدرباً يعرف الدوري السعودي ويعرف فريق الهلال، أما الحل المتبقي هو الاستعانة بشخص فني يكون مساعداً للمدرب الحالي، ولابد من قرب نجوم الهلال السابقين، فقد يكون لدورهم مفعول في عودة «هيبة» الفريق.