التفوق والشجاعة والفداء الذي اعتاده أبناء الوطن على انتظاره من القوات العسكرية، لا ينحصر بجمال دورها الوطني في فرض الهيبة والاحترام الذي تضيف إليه كل يوم سحراً جديداً، وإنما أصبح أكثر من ذلك يشكِّل مثالاً عالمياً في الأسلوب القيادي الذي يفاجئ الجميع بما يرسخه من مسيرة قوية في حماية أرض الوطن والدفاع عنه والحفاظ على منجزاته ومؤسساته التي لا توقفها ظروف أو أزمات، ويثبتُ حرصه على إعداد العنصر البشري والقيام بتأهيله وتدريبه ليواصل وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) الإنجاز متفوقاً على كل ما يمر به العالم أجمع واقتصاده من ضعف بسبب جائحة «كورونا».
وعلاوة على ذلك يتميز هذا الأسلوب القيادي برؤية مستقبلية، تثابر على تحقيق الاستقرار لأبناء الغد، مثلما تعمل لتحقيق التنمية والرفاهية لأبناء الحاضر، في ميزان لا ترجح فيه كفة، وتجربةٌ أصبحت اليوم المطلب للدول والقدوة لأصحاب القرار.
كلمة السر في نجاح هذا الأسلوب، هو الأولوية القصوى التي تضع فيها قيادة هذا الوطن، الوطن وحمايته، في مقدمة أهداف جميع مبادراتها ومشاريعها الكبرى العسكرية، وهذا ما يؤكِّده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، بقوله: «إن قواتنا المسلحة معنية بالدفاع عن هذا الوطن ضد أي تهديد أو عدوان خارجي كما هي معنية بالسلامة الوطنية الداخلية، كما يجدد مقامه الكريم بث الإيجابية والتفاؤل وتحفيز العمل والمثابرة، مبشراً بالقول: «وطننا عزيز بتمسكه بعقيدته ثم بأبنائه وبمنسوبي قواتنا المسلحة في الجيش والحرس الوطني وقوى الأمن».
منجزات يسبق فيها الفعل القول، إذ جاءت كلمات مقامه الرفيع، وكذلك كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي أكَّد بالقول: «أنا محتاج إلى عمل جميع رجال القوات المسلحة معه لتحقيق الأفضل للمملكة والقوات المسلحة» بمناسبة استقبال سموه في وقت سابق قادة أفرع القوات العسكرية وقادة المناطق العسكرية في المملكة وكبار ضباط القوات العسكرية.
التأهيل العلمي والنفسي والجسدي، ودعم المؤسسة العسكرية بالعناصر البشرية، وبأحدث منظومات الأسلحة في العالم، وإعادة بناء المؤسسات العسكرية كافة، بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030، خاصة موضوع التصنيع المحلي للمعدات وقطع الغيار العسكرية جميعها تجدد التأكيد على مواصلة الوطن في ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، النهج الداخلي والخارجي الطموح لتحقيق عطاءات نوعية في مجالات المؤسسة، بل ومساندة الإستراتيجيات والسياسات والخطط بأفكار ومشاريع مبتكرة توائم المستجدات، وتسابق الزمن لإحداث قفزات استثنائية تدعم باستمرار أفضلية قواتنا العسكرية للدفاع والهجوم بين القوات العسكرية لدول العالم.
قواتنا العسكرية، بفكر قيادتنا الرشيدة - أعزها الله - المتفوق، تبدأ من حيث انتهى العالم في تنفيذ مشاريعها العسكرية، وتبتكر وتبدع نهجاً في الصناعة والصيانة، وتضع نصب عينيها، متطلبات الحاضر والمستقبل كافة، وجميع الجوانب التي تنعكس على الأمن والاستقرار ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضاً، ولا تقبل إلا بأعلى الأهداف من خلال بناء منظومة حديثة من خلال المنتسبين والأسلحة والمعدات والبنية التحتية والبرامج بناء على أفضل المعايير الدولية في المجال العسكري، سواء في شراء أحدث الأسلحة من مصادر دولية متنوعة أو في تدريب أو تأهيل أو تطوير مهارات العسكريين، إضافة إلى مشاركة وحدات القوات العسكرية في العديد من العمليات العسكرية المتنوعة ضمن القرارات الدولية، وبالتعاون مع القوات العسكرية الصديقة، وذلك لاكتساب الخبرات الميدانية الضرورية من خلال الاحتكاك بأفضل وأحدث جيوش العالم والمشاركة في العمليات القتالية.
والتصنيف الذي تم إعلانه مؤخراً بحصول الجيش السعودي في المركز الأول في العالم العربي والإسلامي، والسادس عالمياً في تصنيف أقوى الجيوش في العالم، وفقاً لتصنيف الموقع العسكري «Military Direct»، ومجيئه في المرتبة الأولى من حيث أكبر نسبة من الجنود النشطين المتاحين للقتال مع قدرات تصل إلى 95 % من الجنود الجاهزين للقتال في أي وقت وفي أي مكان في العالم، ووقوعه في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث الأجور، يأتي ترجمة لذلك.
القوات العسكرية في وطننا، حجماً ونوعاً، أصبحت علامة مميزة عالمياً، في الإنجاز والإبداع، والأثر الملموس في حياة المواطنين ورفاهيتهم واستقرارهم وطمأنينتهم، وزيادة على ذلك في ثقتهم الواسعة الكبير وتفاؤلهم بالمستقبل.