إيمان الدبيّان
عندما يكون الضرر وطنيا فالحكومة السعودية قادرة، جازمة، حازمة على المنع، ولا تخشى القطع، تمنع دخول ما يؤثر فيها سلبيا، وتقطع خروج ما لا يحقق نفعا إيجابيا، لأننا
كجبال طويق همّة، وحكامنا دائما يعتلون القمّة، ومصلحة الوطن أمانة وذِمّة، كان قرار منع دخول إرساليات الخضراوات، والفواكه اللبنانية إلى المملكة، أو العبور من خلال أراضيها ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد 13 - 9 - 1442هـ الموافق 25 - 4 - 2021م، ذلك القرار الذي جعل بعضا من وزراء دولة لبنان يصرحون بأن الحظر السعودي على واردات الخضار، والفاكهة من بلادهم خسارة كبيرة، وأن قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنويًّا، كما صرحوا بأن الأمر خطير للغاية؛ خاصة إذا أثر سلبًا في الصادرات لباقي دول الخليج التي قد تتخذ إجراءات مماثلة.
المملكة العربية السعودية تجعل مصلحة شعبها وأراضيها في المقدمة، ولن يضرها منع الصادرات اللبنانية، أو غيرها ففي كل مدينة، ومنطقة نهضة زراعية، ومنتوجات غذائية تحقق، اكتفاءات ذاتية، أكاد أجزم أنه لا يوجد لها مثيل في أي مكان في العالم من تمور، وفواكه، وحمضيات، وزيتون، وخضار، وبن، وقمح، في المدينة المنورة، أو الأحساء، أو العلا، أو الشمال، أو الطايف، أو جيزان، أو القصيم وغيرها من مدن وطني العظيم.
السعودية قد تستورد بعض المنتجات معونة، ومساعدة للدولة العربية أكثر من كونها حاجة وطنية؛ ولكن تلك الدول ترهق اقتصادها، وتزهق بالجوع والفقر شعبها، وهي تضع أمرها وسيادتها بيد حزب الشيطان الرجيم، وتقود دولتها لمصير أسود الله به عليم، أحزاب تقودها أذناب، وملاليهم لهم أرباب، خسروا وما ربحوا وذلوا وما ارتفعوا.
تعمل السعودية مع أربعين دولة لمواجهة تحديات التغير المناخي، والتقليل من آثاره السلبية وتسعى مع الكثير من الدول لمعالجة الاقتصاد الدولي بسبب الجائحة العالمية، وغيرها من القضايا التي لها الأهمية، داخلية أو خارجية كان الإنسان السعودي محورها وله الأولوية، لا مجال في وطني إلا للنهضة والتطور، وتركنا لغيرنا التخبط والتضور، وبهذا القرار نرسل رسالة للعالم بأن وطننا حوله طوق من رجالنا وحكامنا بهم، ومعهم، نعتز، ونفخر.