في زمن الفيلسوف اليوناني «سقراط» وقف رجل وسيم المظهر، وأنيق الهندام، يتباهى بحسن مظهره الجميل، فرد عليه الفيلسوف «سقراط» تكلم حتى أراك، في دلالة على أن الحكم بمحتوى ما يقوله الرجل لا بمظهره.
ما نشاهده اليوم، باتت وسيلة الشهرة أزهد مما نتصوَّر، ولكي تتصدَّر المشهد وتكون في خضم الشهرة، لتصارع نجوم «هوليوود» على المنافسة «توب فايف» ما عليك فعله إلا الشروع بفعل عادات شاذة خارجة عن عرف العادات الاجتماعي، لتصبح الرقم الشرس بالمنافسة على النجومية.
في المقابل أصبحت الشهرة بوقتنا الراهن أزهد من «علبة الدخان» رغم ارتفاع سعرها في الآونة الأخيرة، فقد صدرت التقنية بإيجاد «صعاليك ميديا»، بلا شك تقع الملامة على عاتق المتلقي والجمهور، حيث يلعب الدور الرئيسي للرفع من أسهمه، لوصوله للشهرة وتصدر المشهد، ولكن ما نشاهده اليوم من إسقاطات جمة، على صعيد أروقة الفضاء الواسع، وخلقت مجتمع بلهاء.
لقد أصبحت «منصات الاتصال الإعلامية» عذرًا «منصات الانفصال عن الواقع» لقمة سائغة لكل عابر عبر الفضاء الإعلامي الواسع، حتى أصبحوا واهمين، بأنهم إعلاميون ومؤثّرون، وامتزجوا بين (إعلاني وإعلامي)، مما ساهم من ضحالة محتوى الطرح الإعلامي، لتتولَّد لدى «الجمهور» تخمة مشاهدات، ممن ساهموا في فقدان بوصلة المهنية الإعلامية الساعية للحقيقة.
لعلنا أدركنا متأخراً أننا صنعنا كل من «هبَّ و دبَّ» نجماً في زمانه يغوص بأعماق الشهرة، يقود بعض السذج كالقطيع، والانجراف بهم إلى ما لا تحمد عقباه، ولكي نبدأ بالتصحيح علينا أن نرفض هذه المحتويات ولا نسمح لمن لا يستحق بتصدّر المشهد ولا تشجيعه على ذلك.