في ظل التطور المستمر في عملية التعليم عن بعد في التعليم العام والجامعي، والذي ميزه نجاحه خلال جائحة كورونا، وأثبتت وزارة التعليم مُمثلة بالجامعات السعودية جودة التعلم الإلكتروني، حيث سارعت حكومة المملكة العربية السعودية بشكل عام، ووزارة التعليم بشكل خاص بالتعامل مع هذه الجائحة، ولجأت إلى الاستعداد المسبق من أجل ضمان استمرارية المنظومة التعليمية، وحققت نجاحًا في التعامل الصحيح مع الأزمة ومواصلة الطلبة دراساتهم.
وفي هذا الجانب أقامت وزارة التعليم يوم الأحد الموافق 29- 8 -1442هـ، ملتقى التعليم عن بُعد «التطلعات المستقبلية وفرص التطوير» والذي استعرض الأنماط التعليمية المختلفة في العالم؛ بغرض الوقوف على التحولات التي تشهدها العملية التعليمية، وكيفية تعظيم الاستفادة من نموذج التعليم عن بُعد في الجامعات السعودية، وذلك من خلال جلسات نقاشية شارك فيها عدد من خبراء التعليم المحليين والدوليين، إلى جانب تنفيذ سلسلة من البرامج التدريبية في مجال التعليم عن بُعد، ويستفيد منها نحو ثلاثة آلاف متدرب ومتدربة من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعات.
وللحديث عن أهمية التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالمملكة، والذي لم يكن خلال جائحة كورونا، إنما اهتمت المملكة به منذ نحو 20 عاماً، وفي عام 2008م تم تنظيم أول مؤتمر دولي للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد من قبل وزارة التعليم العالي والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
وعن الجامعات التي بدأت في هذا المجال، تأتي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أولها باستخدام التعلم الإلكتروني عام 2003م، وقدمت دورات تعليمية إلكترونية شملت المتعلمين داخل وخارج الجامعة، بعد ذلك أسست عمادة التعليم عن بعد في جامعة الملك عبد العزيز عام 2005م، وفي نفس العام بدأت برنامج التعلم الإلكتروني باستخدام نظم إدارة التعلم ونظام الفصل الافتراضي، وقدمت الجامعة دورات إلكترونية للطلاب الجامعيين، وفي عام 2016 أطلقت منصة جامعة الملك عبدالعزيز الإلكترونية للمساقات الجماعية مفتوحة وخلال عام 2006م، ومن ثم أسست جامعة الملك خالد عمادتها الخاصة بالتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، ولتقديم خدمة أفضل للطلاب استخدمت جامعة الملك خالد منصات التعلم عام 2012 م، وفي عام 2017 أطلقت عمادة التعلم الإلكتروني منصة حديثة لجامعة الملك خالد ودشنت وحدة البحوث والتطوير في عمادة التعلم الإلكتروني، وكانت عمادة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد قد أُنشئت بجامعة الملك سعود عام 2007م، في عام 2017 م أطلقت عمادة التعاملات الإلكترونية والاتصالات منصة التدريب الإلكتروني لمنسوبي جامعة الملك سعود وأنشئت عمادة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد في جامعة الملك فيصل وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 2008م، كما أنشأت جامعة القصيم عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد عام 2013م، ويأتي إنشاء هذه العمادة في ظل التطورات الكبيرة والنجاحات المتعددة التي تشهدها الجامعة، والتي تستلزم تطوير البيئة التعليمية وتنويع مصادر التعلم فيها.
وتواصلت هذه الجهود المستمرة حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- بالدعم المتواصل والمستمر للتعليم بشكلٍ عام، بقيادة معالي الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم، والتي حققت نجاحاً كبيراً من خلال منصة «مدرستي» التي استحدثت لتخدم الطلاب والطالبات، والمعلمين والمعلمات، وأسهمت 24 قناة من قنوات «عين» التعليمية الفضائية ببث دروس تعليمية بشكل مستمر، إضافة إلى استمرارية تقديم التعليم عن بعد لطلبة الجامعات بكل يسرٍ وسهوله، ونسأل الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان والتقدم والازدهار والتميز في مختلف المجالات.