المملكة العربية السعودية سبّاقة في أعمال الخير، ولها السبق في تقديم العديد من المبادرات الإنسانية والأمنية والتعليمية والتطوعية، وفي مختلف المجالات إقليميًّا ودوليًّا.. وعندما تفشى وباء كورونا المستجد الذي أثار الخوف والهلع لجميع دول العالم، وأثناء ترؤس المملكة مجموعة دول العشرين قامت بتقديم مبادرة، واقترحت على قادة المجموعة رصد خمسة تريليونات دولار لمساعدة الاقتصاد العالمي للتوصل إلى لقاح لهذا الفيروس القاتل، وتوفير الأدوات والمعدات اللازمة للوقاية من الوباء، ولمجابهة أي أمراض أو أوبئة أخرى قد تظهر في المستقبل. وكذلك للمملكة السبق في إنشاء مركز عالمي لمواجهة التطرف «مركز اعتدال» الذي يقوم على أحدث الأساليب والوسائل الفكرية والإعلامية واستخدام أساليب وبرامج مبتكرة لمواجهة الفكر المتطرف، والعمل على دحض خطاب الكراهية. وقبل أيام تم توقيع المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) مذكرة تفاهم مع مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتعاون معًا ومع المجتمع الدولي ببذل الجهود في معالجة آفة الإرهاب، ومنع انتشار الأفكار المتطرفة. والاتفاقية تهدف إلى وضع مشاريع مشتركة بين الطرفين لدعم تطبيق استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال الأنشطة المتعلقة ببناء القدرات في مجال الاتصالات الاستراتيجية لمنع التطرف العنيف ومكافحة استخدام الإنترنت لأغراض إرهابية، إلى جانب حملات رفع الوعي حول إشراك الشباب، وترويج التسامح، ودعم ضحايا الإرهاب. وهذه الاتفاقية دلالة على تفرد المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، وريادته على مستوى العالم في مواجهة الفكر المتطرف المؤدي للإرهاب، التي تعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية وجهودها المتواصلة في مكافحة الإرهاب، والمساهمة في إنجاح مساعي مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
ويتمتع «مركز اعتدال» بمقومات النجاح المختلفة، وتفوقه التقني غير المسبوق، ويعد ثمرة للتعاون الدولي على دحر الإرهاب وتجفيف منابعه وتعقب مصادر تمويله ومشاركة بلدان العالم في البحث عن حلول لتلك الظاهرة الخطيرة، ويقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي:
* صناعة خطاب إعلامي يتوافق وثقافة الاعتدال.
* يساهم في تعزيزها عبر تعزيزه أيضًا للجانب الفكري.
* القيام برصد الأنشطة الرقمية للجماعات الإرهابية.
وامتدادًا لتلك الجهود الجبارة التي تقوم بها المملكة في مجال مكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الأمني أو الوقائي، وما سطره رجال أمننا الأشاوس من مواقف بطولية في تصديهم للعمليات الإرهابية الاستباقية أو المواجهات المباشرة مع العناصر الإرهابية، والقضاء عليهم وعلى مخططاتهم الإرهابية، فقد تم إنشاء «معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال» الذي يهدف إلى ترسيخ منهج الاعتدال والوسطية بإسهاماته الكبيرة في إبراز جهود المملكة في نهج الاعتدال، وتوضيح أبعاده المختلفة لحماية الأجيال الناشئة من الفكر المتطرف، وكذلك لرفع مستوى وعي المجتمع تجاه الأفكار المتطرفة والإرهاب والغلو بأشكاله كافة، وتعزيز قيم الاعتدال وروح الانتماء الوطني.
** **
b.abdulkareem@hotmail.com