سلطان بن محمد المالك
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته خلال قمة المناخ العالمية الافتراضية التي عقدت الأسبوع الماضي بهدف مواجهة ظاهرة التغير المناخي التي تهدد الحياة على كوكب الأرض؛ أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب منهجية شاملة تراعي مختلف الظروف التنموية حول العالم، وأن الحل الشامل لمواجهة تحديات التغير المناخي يكمن في رفع مستوى التعاون الدولي بين الدول من أجل إيجاد بيئة أفضل للأجيال المقبلة.
خادم الحرمين في كلمته أبلغ العالم أن المملكة بادرت من خلال عدد من المبادرات كما أعلن عنها سمو ولي العهد -مؤخراً- مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من (10 في المائة) من الإسهامات العالمية، وزراعة (50) مليار شجرة في المنطقة إضافة إلى عديد من المبادرات النوعية. وحصلت هاتان المبادرتان على تأييد المجتمع الدولي وجارٍ العمل مع عدد من الدول نحو تفعيلها.
المملكة ومن خلال رؤيتها 2030 أطلقت حزمة من الإستراتيجيات والتشريعات، مثل الإستراتيجية الوطنية للبيئة، ومشاريع الطاقة النظيفة؛ بهدف الوصول إلى قدرة إنتاج (50 في المائة) من احتياجات المملكة بحلول عام 2030م.
واعتمدت الاستراتيجية الوطنية للبيئة في المملكة، التي تضمنت إعادة هيكلة شاملة لقطاع البيئة، لتحقيق الاستدامة البيئية، والاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، والمشاركة البيئية، وأنشأت لذلك خمسة مراكز بيئية متخصصة، وأطلقت أكثر من مبادرة تتناول كافة جوانب البيئة بتكلفة إجمالية تتجاوز مليار ريال، كما اعتمدت نظاماً جديداً للبيئة يتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية.
ومن خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي تبنت مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشُّعَبْ المُرجانية. وقد عززت دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، والإسهام في حماية كوكب الأرض، ونتج عن ذلك إصدار إعلان خاص حول البيئة، وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها. كما خصصت مساراً خاصاً بالبيئة نتج عنه بيان وزاري تناول مجمل التحديات البيئية العالمية ومن ضمنها التغير المناخي.
لقد أضحت مشكلة التغيُّر المناخي همَّاً يؤرِّق الجميع بعد سيلٍ من الحوادث المناخيَّة المتطرِّفة التي عايشها العالم مؤخَّراً، والمملكة تدرك ذلك وتؤكد حضورها العالمي القوي، حيث تولى قيادتنا الرشيدة موضوع التغير المناخي اهتماماً كبيراً من أجل إيجاد طاقة نظيفة وبيئة أفضل للأجيال المقبلة.