د.بكري معتوق عساس
جبال مكة تعتبر شواهد تاريخية ومرجعا للكثير من الأحداث التي مرت بها هذه المدينة المقدسة، وقد ورد عن القرطبي «أنها لا تعد»، ومن أشهرها جبل (حراء) والذي سمي (جبل النور) لظهور أنوار النبوة فيه، يقع شرق المسجد الحرام، وترجع أهميته إلى وجود غار (حراء) الذي كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يخلو فيه قبل البعثة، ويبلغ ارتفاع هذا الجبل 642م، ولا يوجد في مكة مشابه له، لأنه فريد الشكل وقمته كسنام الجمل. وجبل (ثور)، وهو من الجبال المعروفة بمكة نظراً لما يتمتع به من مكانة تاريخية ويقع جنوب مكة، يوجد به الغار الذي آوى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- من كفار قريش الذين أرادوا قتلهما، ومنه هاجر النبي- صلي الله عليه وسلم- وصاحبه إلى المدينة المنورة. ومن جبال مكة، جبل (خندمة) الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية، شهد دخول الصحابي خالد بن الوليد يوم فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وجبل (أبي قبيس) المطل على المسجد الحرام، يقع في الجهة الشرقية منه، وجبل (الكعبة) الذي يقع شمال غرب المسجد الحرام وسمي بهذا الاسم لأن الأحجار المستخدمة في بناء الكعبة جلبت منه. وجبل (قعيقعان) وسمي كذلك لتقعقع السلاح به في الحرب التي دارت بين قبيلتي (جرهم) و(قطورا) وهم يومئذ أهل مكة. وجبل (ثبير) وهو الذي أهبط الله عليه كبش الفداء لإسماعيل- عليه السلام- وهو على يسار الذاهب من مكة إلى مشعر منى، إضافة إلى جبل (عمر) المطل على المسجد الحرام من جهة الغرب وينسب للخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وكذلك جبل (المطابخ)، في شعب عامر وسمي بذلك لأن (تبع) عندما شافاه الله نذر أن يطعم أهل مكة قبل أن يعود إلى بلاده، وجبل (السيدة) ويقع شمال المسجد الحرام وبه قبر أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول الأولى رضي الله عنها، وأختم بجبل (كدي) والذي دخل منه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- مرتين الأولى عند أدائه العمرة والثانية يوم فتح مكة وتمثل هذه الجبال أهم معالم وجزء من تراث وتاريخ البلد الأمين مكة المكرمة.