غدا بيتُ المُقلِّ بغير زادِ
وبعضُ المال للإفساد غادي
يُذِلُّ الفقرُ بعضَ النَّاسِ قدراً
ولو بالدِّين من خير العبادِ
فأهلُ المالِ في أعلى مقامٍ
ولو كانوا بلا أصلٍ مُشادِ
[تغيَّرتِ البلادُ بساكنيها]
فعمَّ الشَّرُّ في كلِّ البلادِ
وصار الَّلاهثون لنَيلِ جاهٍ
سباقاً مُفعِماً كلَّ النوادي
وحالُ المُفتَنين لجمْع مالٍ
هوانٌ تاركٌ دربَ الرَّشادِ
فإن خَطرَ الثَّريُّ تقمْ جموعٌ
تسلُّم في خضوعٍ وانقيادِ
وإنْ لاحَ الفقيرُ يجدْ نفوراً
سوى من ذي سواءٍ أو سدادِ
* * *
هي الدَّنيا إذا لم تُغوِ لبَّاً
فكم صرْعتْ غريقاً في الفسادِ!
ففيها للكماليَّاتِ ناسٌ
سعوا قهراً لإسعادٍ مُعادي
أردوا المغرياتِ بغير ذكْرٍ
ليوم الحشْرِ أو يومِ المَعَادِ
* * *
ذوو الألبابِ لا يعطون قدراً
لعيشٍ للدَّنايا في تمادي
وأهلُ السُّخفِ للشيطانِ فيهمْ
مَغَازٍ حاصرتْ دربَ الودادِ
فعَمَّ توَتُّرٌ من غير عقلٍ
لسَفْكٍ قابضٍ سيفَ العنادِ
وقلَّ النَّاعمون بأنْسِ أمْنٍ
وزاد الجاحدون [عطا] الأيادي
وليس لذي النَّصيحةٍ من قبولٍ
لدى بعضٍ، يذمِّمُ أو يعادي
وللتَّحريشِ أقوامٌ تحلُّوا
بإسلامٍ نفاقاً بارتدادِ
أطاعوا ما نوى إبليسُ سخفاً
ليمضوا- ويلهم- عكسَ المُرادِ
يطيلون اللِّحى زوراً ليخفوا
خطايا في الخفاءِ لهمْ تنادي
ومنهمْ مَن يُدينُ لأيِّ نفعٍ
لديهِ الدِّينُ يثبتُ بالمَزادِ
و.. مغرورٍ غريقٍ في الملاهي
بما يخزيه في دنياه بادي
ألمْ يعلمْ بأنَّ الكون يمضي
وأعمارُ العبادِ إلى نفادِ
* * *
.. إلهي المغرياتُ بغير حدٍّ
فأكْرِمَنا بخيرِ الابتعادِ
فما غيرُ الإله لذي مُصابٍ
وليس سواه للحسناتِ هادي
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
Dammasmm@gmail.com