رقية نبيل
انتهيت لتوي من قراءة الملحمة الروائية الصينية «بجعات برية»، التي تسرد فيها كاتبتها يونغ بتفصيل شديد الإمتاع والجاذبية، حيوات ثلاثة أجيال من النساء الصينيات اللواتي كافحن في ماضي الصين وحاضرها، وهن جدتها ثم والدتها ثم الكاتبة نفسها.
البداية تطالعك من عام 1909 بمستهل عن أبي جدتها، إن الحكايات تطول وتتنوع لكنها تشترك في قدرتها جميعًا على جعلك نذرف الدموع، إنها مآس تعرض لها البشر على مدار عقود نساء كن أو رجال، وفي منتصف الحكاية وحين تولد الكاتبة تتحول الرواية إلى نوع من اليوميات حيث تبدأ تحكي من ذاكرتها..
في عهد جدتها عانت من ربط القدم، حيث تربط الفتيات الصينيات أقدامهن وتحطم القدم لتكون بطول ثلاث بوصات حتى يكون لهن مستقبل أفضل، ثم عانت مع أب ظالم ثم مع عائلة زوج ظالمة، في فصول القصة شخصيات إنسانية على نحو غريب، وأولها الدكتور شيا زوج الجدة الذي آمن بالعدل وبالمساواة في مداواة المرضى مهما كلفه ذلك وحتى آخر أعوامه الثمانين، ساعد الدكتور شيا على إنقاذ آلاف الأرواح من الاحتلال الياباني، حيث كان يمد المعذبين الصينيين المرغمين على تعذيب أبناء جلدتهم بأساليب تخدع المراقبين وتحفظ أرواح الضحايا بدلًا من أن تقتلهم، ثم كان ينتظر بهدوء في مكان تتوسطه حفرة عظيمة تلقى فيه الجثث مع زوجته ويفحصون الجثث ثم يحملون الناجين ويمضون بهم في رحلة تطبيبهم وعلاجهم، دليل حي على أن الإنسانية لا ترتبط بلون أو جنس بعينه.
تمضي القصة بحكاية الأم ونضالها مع الشيوعيين ضد الكومنتانغ والمخاطر الجمة التي تعرضت لها ثم لقاؤها بأبيها المسؤول الشيوعي المثقف الواعي والذي ناضل بكل قوته من أجل صين يؤمن بها ويؤمها العدل، وهنا راعني ما رأيت من نظم الشيوعية الفاسدة وقوانينها وما قد يبدو من العدل وهو أبعد ما يكون عنه.
وعن مدى عدل الإسلام مقارنة بأي نظام بشري طبق على وجه الأرض في أي حين من الزمان على الإطلاق، إن كل الأنظمة التي اخترعتها عقول بشرية متخمة بالعيوب وممتلئة بالنقائص ومهما كانت تحاول الجنوح للعدل فإن الظلم البين، الظلم الفظيع، الظلم الذي يودي بحياة ملايين البشر أو يدمر أسرًا لا تحصى، لا يلبث أن يستوطن قلبها وينخر معاملاتها ويتفشى فيها عفنًا، والشيوعية أبرز دليل حي على ذلك، إنها تقرر أن للدولة السلطة العليا على كل شيء ابتداء من الاستيلاء على أراضي العامة والفلاحين، وعلى كل ما هو مملوك قط لأي كائن في الصين وانتهاء بتحكمها بعدد مرات الاستحمام للشخص وعدد مقابلات الزوج بزوجته وكيفية التعامل مع الأبناء وتحييد أسرة المرء وأطفاله والذين هم كل حياة الإنسان وقلبه إلى شيءٍ هامشي لا ينبغي التركيز عليه أو رفعه فوق قضية الصين الكبرى السامية، منتهى العبث! أن يكون العدل في منظور أتباع هذه النظرية ومؤسسيها أن لا يصبح لك أي فكر مستقل وأن تتوحد العقول والملابس والأيدي والقلوب على تأليه رئيس واحد وعلى العمل بكد ليل نهار من أجل قضيته، ولا يستثنى أحد لا الرجال ولا النساء الحوامل ولا النساء اللواتي أنجبن لتوهن من العمل المضني، بل والخطر في سبيلها، أن يحدد مصير كل إنسان شخص مسؤول عنه إن كرهه أضاع حياته وحياة أطفاله وإن أحبه رفعه وإن صودف فيه عدل حقيقي أنصفه، كل شيء متعلق بنفوس وأهواء بشرية ونتيجة ذلك ضاعت ملايين الأرواح، الشيوعية تقتضي ألا تملك مثقال ذرة لنفسك وأن تصادر أراضي الفلاحين جميعًا ثم توزع عليهم بالتساوي، ومن امتلك متجرًا واعتمد عليه بشكل أساسي في رزقه ورزق من يعولهم أخذ منه وكان عليه أن يثق فقط في دولته لتطعمه ولا تنساه، وحين وقعت مجاعة عام 1961 لم ينفعه ذلك بشيء وصودر القمح وأرغفة الخبز وآخر حبة قمح في أيدي الفقراء، ثم أعيد تنظيمها طبقًا للدولة وأعطيت لذوي المراتب العليا حصص أطعمتهم فيما مات 53 إنسانًا من الجوع!
وقصة المجاعة أن الرئيس ماو العظيم استيقظ من نومه ذات صباح وقرر في لحظة جليلة شع فيها شعاع الإلهام على رأسه أن يجعل الصين رائدة في الفولاذ على مستوى العالم، وإذا بالصين فجأة تعج بالأفران، هل تعلم ماذا فعل؟ صارت كل مدرسة وكل بيت وكل مكتب بل وحتى كلّ مستشفى وأرض زراعية محلًا لفرن عملاق مقام في وسطها وكان على الطلاب والمعلمين والفلاحين والأطباء والآباء والأمهات أن يتركوا كل شيء في أيديهم وكل مهامهم التي هي قلب العجلة التي تحرك حياة أي شعب فقط ليبقوا الأفران مشتعلة، كانت وظيفة الأفران هي صهر كل المعادن وأي معادن تشتمل عليها البلاد بما في ذلك القدور الحديدية وقوائم الأسرة وأي معدن ممكن أن يخطر لك ببال! العبث والجنون الخالص الصافي! وكيف تتوقع النتيجة؟! بالطبع مجاعة! مجاعة عظمى ابتلعت أرواح خمسة وثلاثين مليون إنسانٍ، كان الناس يذبحون أطفالهم الرضع ويأكلون لحومهم! ومن تخلى عن طعامه لأبنائه مات جوعًا، كانت حصص الطعام توزع على أساس طبقي، ففي حين يعيش ذوو المراتب العليا ويعيش أطفالهم قضى ثلاثة أرباع البسطاء نحبهم!.
إن الكاتبة تروي فظائع يشيب لها الشعر، حتى بعد كل هذا رفض ماو أن يتخلى عن سياساته فقط ليحفظ ماء وجهه! وفقط بعد أن مات كل هذا العدد قرر على مضض أن يتنازل عن حلمه الفولاذي ويسمح لوزرائه أن يعيدوا عجلة الحياة لانتظامها ونسقها الطبيعي ليعود كل إلى وظيفته وتنتهي المجاعة أخيرًا.
لم يكن مسموحًا تناول الطعام في البيوت، كانت هناك «مطاعم» يتناول فيها كل الشعب ذات الوجبات، وهو ما يعني لأصحاب الشيوعية ألا يتضور أحد جوعًا لكنه عنى في الوقت ذاته ألا تملك لنفسك أي طعام خاص، في الأفلام شاهدت كثيرًا عوالم مستقبلة تشابه سكانها في كل شيء، في الملبس والفكر والطعام ولون الوجه وكيف تحول هذه السياسة العالم إلى مكان كئيب لا حياة فيه، وكيف أن الاختلاف حينما يموت تموت بهجة الحياة وإرادتها ولونها وطعمها معه! ظننت هذا محض خيال حتى وقعت هذي الرواية في يدي، سبحان الله! لتحضرني الآية الكريمة «ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضًا سخريا».
كلما استرسلت في قراءة رواية بجعات برية استشعرت عظمة الإسلام ونظامه الذي هو آية في العدل، العدل حقيقي العدل الرباني العدل الذي تشي كل شريعة منه على أنه عدل رب وإله خلق البشر وأوجد فيهم شرعه ليصلح حالهم ومآلهم.
فالإسلام يقر لك حقك فيما هو ملك لك، ورغم ذلك لا يضيع شيئا من حقوق من لم يمتلك شيئًا، الإسلام يحضك على أن تكون أولى الأوليات هم بنيك وزوجك وأمك وأباك دون أن ينقص هذا من ولائك لدينك ووطنك وجهادك فيهم وعملك لأجلهم، الإسلام يزرع فيك الرحمة والحب والعطف والشفقة والتآخي والرقابة الذاتية والخوف من الله ورجاء الثواب وتحري كل الأخلاق الكريمة، الإسلام أيضًا يجبّ ما قبله، واكتشفت أي خصلة عظيمة فيه هي هذه، لو أنت كافر وقررت أن تؤمن ونطقت الشهادتين إذًا أنت مؤمن ومامن أحد كائنًا من كان ملكًا كان أم عبدًا له أن يستبيح بعدئذ شيئًا من مالك أو دمك بمجرد هاتين الجملتين اللتين نطقت بهما، «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟! أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله» هكذا وبخ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لأنه قتل رجلًا بعد أن نطق الشهادتين، وهو ما تلفظ بهما إلا وعبدالله رافع سيفه يهمّ أن يقتله، ورغم هذا استنكر الرسول فعلته فأنت لا تملك أن تدخل قلبه لترى أصدق أم كذب، وإذًا فما عليك إلا الأخذ بالحجة الظاهرة لك والعمل على أساسها، ليس هذا فحسب بل إن الإسلام قد وعدك أن يغفر الله لك ما مضى لك قبل إسلامك، مهما فعلت، وحتى من قتل من المسلمين ثم آمن وتاب لم يستثنَ.
قتل الشيوعيون الملايين ممن كانت لهم أدنى صلات بأعدائهم السابقين من الكوماتنتغ، وحتى أولئك الذين غيروا ولاءهم وصاروا تحت لواء الشيوعية قلبًا وقالبًا لم يسلموا من الشك والاضطهاد والاتهامات التي طالتهم وطالت كل من اتصل بهم، وفي حادثة أنقذ رجل كان من الأعداء آلاف الأرواح الشيوعية، بما في ذلك زوجة الرجل الذي صوت لإعدامه لأنه قتل الكثير من الشيوعيين قبل تحول ولائه، وأدين مئات الآلاف ظلمًا وضاع مستقبلهم بل وحتى حياتهم باتهامات باطلة.
الشيوعية قتلت كل من خالفها في الفكر والعقيدة حتى أولئك الذين كانوا آية في السلم والانعزال أبيدوا جميعًا وكل عائلاتهم، يحملني هذا على التفكر في {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} وعلى سماح الإسلام بترك كل على دينه مع الحض والحث والترغيب في دخول الإسلام لكن من أبى فله أن يبقى على معتقداته دون أن يطوله إثر ذلك ترهيب أو عاقبة، والجزية التي تؤخذ بسيطة لا تتسبب في خراب بيوتهم وإنما تعطى كأجر لحماية المسلمين لهم ودفاعهم عنهم دون اشتراكهم في أي من ذلك، ومن كان يدان بذنب عن الشيوعيين كان يقتل بجريرته كل من له صلة به من أسرة وأبناء وحتى الأطفال الرضع، وكما صرحت الكاتبة فإن اتهام شخص بالتحالف مع العدو كان يهدد بالخطر حياة الحي الذي يسكنه بأكمله!. {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} في حين أن الإسلام لا يعاقب كل شخص إلا على أفعاله وحده ولا يحاسب سواه عليها أيًا كانت منزلته أو جنسه، قارن وانظر أي اختلاف عظيم بين الاثنين، لا مقارنة! الإسلام شريعة من السماء والثاني قانون أهطل أهدر دم الإنسان الذي كرمه الله وعظم سفك روحه التي بين جنبيه.
من أعظم الخصال العظيمة في الإسلام والتي نبهتني إلى وجودها قراءتي لرواية بجعات برية هي حرص الإسلام الشديد وتحذيره من الغلو في الصالحين، وتأكيده مرارًا أن الأنبياء الذين هم أفضل البشر والذين اصطفاهم الله تعالى لرسالته ما هم إلا بشر {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}، رسالة واضحة وصريحة في حيرة البشر، ما هم إلا بشر ليسوا معصومين من الخطأ، إن الإنسان مفطور على العبادة، وإلا حرفت عن مسلكها الصحيح وقعت على أي ما كان وكانت العواقب لهذا وخيمة، لهذا لا ينبغي الغلو في الصالحين عندنا.
تتحدث الكاتبة عن الثورة الثقافية التي أطلقها ماو عام 1966 والتي لا تمت للثقافة بصلة؛ حيث دعا فيها لسحق العلماء والمفكرين والكتاب والفنانين، لا وحتى المعلمون البسطاء والعاملون والمهندسون وكل من يحمل درجة علمية ابتداء برؤساء أعرق الجامعات الصينية الذين نكل بهم طلابهم ومرؤوسوهم تحت مسمى الثورة الثقافية.
والعجيب في الأمر أن هؤلاء المثقفين هؤلاء الكبار لم يستطيعوا أن يرفعوا يدًا لحماية أنفسهم، فقط استجدوا المراهقين الصغار كي يكفوا عن تعذيبهم، بأي منطق؟!! بمنطق أن هذا قانون قد سنه رئيس الصين أي سيدهم، فجأة انهارت كل الأخلاقيات وصارت الشفقة والرحمة تجاه الآخر ضعفاً وبورجوازية، ومن يقصر في ضرب الأساتذة استحق عذابهم، واستمر هذا الجنون ليدوم قرابة العشر سنوات! نكل خلالها بكل أسرة الكاتبة ونقل والديها إلى معسكرات، حيث أحرقتهم الشمس وأضناهم العمل اليدوي، قبل أن ينتهي عذابهم بانتهاء الثورة الثقافية فقد أنهاها ماو حينما لاحظ أخيرًا الخراب الذي حل بالبلاد وكيف قد صارت على حافة السقوط.
تتحدث الكاتبة عن رحلة تنويرها وخلاصها من ماو، ومتى وكيف كفرت بالمذهب الشيوعي وبماو، وبكل من ألحقوا بها وبأسرتها هذا الظلم، تتحدث عن موت أبيها من القهر والذل برغم أن السلطات كانت قد سمحت له بمغادرته معسكره لكنه وهو في الخمسين بدا في السبعين وغزته أمراض الجسد وأعياه أن لم يرد له اعتباره فقط لأنه تجرأ وعارض سياسة ماو.
تتحدث عن أشقائها وبالأخص شقيقها الذي يصغرها، والذي كان أول من ساعدها على الكفر بماو وبالجنون الذي تتعرض له البلاد، وكيف أحب التجارب العلمية وكبار المؤلفين الأجانب في وقت كان يكفّر فيه كل من تجرأ ودافع عن سياسات أمريكا، وفي مشهد تطل فيه المفارقة بين قبل وبعد الثورة الثقافية، حيث صارت أمريكا فجأة صديقة وأليفة مرّ فوج سياح من أمريكا بقطار يغص بالمسافرين ومن بينهم الكاتبة وشقيقها، فصاح بهم جندي مسلح أن يخفضوا رؤوسهم ليحافظوا على شكل الصين العريقة، ومضى الناس تحت الضغط والازدحام الخانق يخفضون رؤوسهم والجندي يصيح بهم «هيا هيا إنه من واجبكم أن تظهروا الصين في أبهى حلة لها»، فصاح جن-منغ شقيق الكاتبة بسخرية «ألم يعلمنا ماو ألا ننحني قط للإمبريالية الأمريكية»، كانت تعليقات كهذه التي يطلقها شقيقها هي أول ما فتحت عقلها إضافة إلى العذاب والانحطاط الأخلاقي الذي شهدته تحت تأثير جنون ما أسموه الثورة الثقافية.
في صغري تعلمت دومًا أن أعظم نعمة امتن بها الله علينا أن ولدنا على الإسلام، على المحجة البيضاء، غير أني أقسم إن لم يتعاظم تقديري لهذه النعمة كما حدث بعد قراءتي لهذا الكتاب، أن تولد على سنن وقوانين لا جدال فيها ولا يملك بشر قط تغييرها لأن مصدرها خالقهم جميعًا وخالق هذا الكون بأكمله، أن يغرس فيك مبادئ أخلاقية لا شك فيها قط ولا ريب ولا تتبدل قطعًا بعكسها، فإذا ما صادفتك أي معضلة أخلاقية في كبرك فأنت تعلم قطعًا أيها طريق الحق وأيها سبيل الضلال، قد يبدو أمرًا شديد البساطة لكنك لا تملك إلا تثمينه بعد قراءتك لبجعات برية، حيث انقلبت الآيات إبان الثورة الثقافية وشُجع الظلم والقسوة والتعذيب بل وحتى القتل الجماعي والتنكيل بالأسر والسرقات وإحراق الكتب وتدمير أي معالم ثقافية، انحلت كل الأخلاقيات فجأة وامتثل الجميع لهذا في جنون صريح تعترف به الكاتبة دون مواربة، فبما أن مصدر التشريع الوحيد عندهم قد أمر كان له كل ما به أمر!!
تختم الكاتبة حكاياتها بتوقها الشديد آنذاك للهرب من الصين ويتحقق لها حلمها بعد كفاح ودراسة وجهد جهيد لتصبح أول امرأة شابة في عمرها (26 عامًا) تذهب في منحة للدراسة ببريطانيا، ولم تعد بعدها قط إلى الصين إلا لزيارة أمها فقط، وكذلك فعل شقيقها الذي صار عالمًا معترفاً به عالمياً في قسم الفيزياء، في الصين ردت لوالديها اعتباراتهما وتولى أشقاؤها مناصب كبيرة وتغيرت الصين للأفضل بعد غياب ماو واختفاء سياسته، لتكون الصين الآن دولة عظمى كما نراها الآن، وفي زيارة لوالدتها قصت عليها حكايات عن جدتها وعن نضالها هي نفسها إبان الغزو الياباني للبلاد ومع ما تحمله الكاتبة من ذكريات، جلست تتأمل بعد رحيل والدتها وقررت أن تكتب «بجعات برية».