عثمان بن حمد أباالخيل
العلاقة بين وضع شوارع الأحياء في معظم المدن والمحافظات والهجر من جهة والصحراء من جهة أخرى علاقة تشابه إلى حد كبير فالصحراء حين تكون جافة من قلة المطر تتحول إلى صحراء طينية ذات شقوق ونتوءات وهبوطات، ووضع الشوارع لا يختلف كثيرًا ربما يزيد عن الشقوق والنتوءات والمطبات والهبوطان وأحيانًا أغطية الصرف الصحي والغرق الذي يصيب بعض الأحياء. شوارع الأحياء لا تعكس الجهود التي تقوم بها البلديات الرئيسة والفرعية في إعادة السفلتة والأرصفة وتعزيز البنية التحتية لها بما يحقق الوصول لأحياء نموذجية. أين الخلل؟ هناك بعض شوارع الأحياء غالبيتها يغيب عنها خطوط لمسارات الطريق أو عيون القطط مما جعل الطريق عائماً لا نظام له حيث تتقارب فيه السيارات من بعضها البعض لدرجة الاحتكاك والتصادم لعدم وجود خطوطٍ تحدد مساره.
لا شيء يحيي الأرض ويعيد بهجتها كالأمطار، قال تعالي: {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}، عندها تتحوّل الصحراء الشهباء إلى جنّة خضراء، بساطها العشب النضير، وفوقه أنواع النبات البري والزهور والخزامى بلون زهرها البنفسجي وأوراقها الصغيرة الخضراء. شوارعنا الرئيسة داخل الأحياء في مناطق مملكتنا الغالية كافة بحاجة إلى لمسات حضارية، وهذا دور البلديات على اختلاف مسمياتها. لمسات حضارية للأرصفة بطلائها، والشوارع بتحديد المسارات، واستبدال الرصيف الأسمنتي بالرصيف المضيء بنفس الشكل والأبعاد وبألوان متعددة خصوصًا عند الإشارات الضوئية. والرصيف الضوئي يتلاءم مع الظروف المناخية كافة ويتحمل درجات حرارة من - 40 إلى 110 درجات. تركيب عيون قطط مضيئة تعمل على الطاقة الشمسية قبل التقاطعات والمطبات، وتحويل المطبات الأسفلتية إلى مطبات حسب متطلبات المواصفات القياسية السعودية.
شوارعنا الرئيسية في الأحياء كذلك الفرعية بحاجة ماسة إلى حملة تركيب لوحات إرشادية، بهدف الإرشاد إلى كيفية الوصول إلى المواقع بالإضافة إلى تركيب لوحات إرشادية ومرورية جديدة واستبدال التآلف منها التي تنبه بمنع الوقوف والانتظار في التقاطعات والتحذير من وجود مطبات بمسافة لا تقل عن 100 متر. كاميرات المراقبة في الشوارع على اختلاف مسمياتها حققت هدفها وأصبح قائدو وقائدات المركبات يعطونها أهمية كبري، وجميل أن يكتمل هذا الجهد وهذا الإنجاز أن ننجز اللمسات الحضارية كما ذكرت وهي مثال.
أحياء جديدة وبمسميات جميلة تعطيك الجمال النفسي والعيني، لكن شوارعها الداخلية الرئيسة في حالة يشفق عليها، فلماذا لا يشفق عليها المسؤولون وهم يستخدمون هذه الشوارع؟ ما الذي يمنع أن تكون شوارعنا مشابهة لشوارع مجمع شوارع شركة أرامكو السعودية في الظهران؟ ترى هل شوارعنا تتماشي مع تلك الأموال والميزانيات الضخمة التي تخصص لها؟ أجزم أن معظم المسؤولين سافروا إلى أوروبا وشاهدوا وتمتعوا بتلك الشوارع التي لا تحتاج إلى بوتكس، إنها شوارع معبدة بطريقة هندسية ممتازة وحسب المواصفات العالمية، نحن نستحق أن تكون شوارعنا كذلك. ما ينقصنا التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، هذا التنسيق ضروري ومن دونه لا نستحق.
حكومتنا الرشيدة بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - خصصت مليارات الريالات في الميزانية العامة لرفاهية المواطن. من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: «المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل له حياة كريمة بإذن الله».