سهوب بغدادي
تزامناً مع دخول شهر الخير شهدنا إطلاق منصة إحسان وبدء الحملة الوطنية للعمل الخيري عليها، حيث انهالت التبرعات من أهل الإحسان من الأفراد والشركات والبنوك، والأهم من ذلك المبادرة السخية من والدنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي العهد محمد بن سلمان التي جاءت كمثال حي على فاعلية المنصة والمشاريع والحالات التي تقدمها. كلنا ثقة بأن القادم أجمل وأفضل للمنصة وما فيها، فما تقدمه الجهات الإشرافية والقائمة على المنصة أمر يدل على تكاتف الكيانات الفعالة في المملكة وتكامل أعمالها المنعكسة على الجودة المقدمة، فمثل هذه المنصة الضخمة تتطلب جهات تشغيلية وتنظيمية رقابية وأمنية حديثة وما إلى ذلك. من خلال تصفحي للموقع الخاص بإحسان وجدت أنه واضح وبسيط الاستخدام والتنقل إلا أنه يفضل أن يكون هنالك تطبيق خاص على متجري أبل وأندرويد لسهولة وسرعة العمل والوصول إلى الحالات والمشاريع الخيرية. فيما أثلج صدري أمر دفعني لكتابة مقالي هذا، فلقد استيقظت لأجد رسالة نصية «محبة لك، وإحساناً إليك، فقد تبرعت عنك عبر منصة إحسان لمشروع جلسات غسيل الكلى من ....» نعم، كان ذلك الاسم المميز لشخص جميل في أخلاقه وتعامله، إذ يعد إدخال السرور على قلب المسلم من أوجه الإحسان بالتأكيد، مصداقاً لقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَهَادُوا تَحَابُّوا». هذا وتعد سياسة البيانات المفتوحة من خلال إظهار عداد رقمي فوري بعدد الحالات ومبلغ التبرعات من أهم معايير المصداقية والشفافية وهي أيضًا أداة رصد وقياس ناجعة خلال المستقبل القريب والبعيد عبر معرفة مواطن توجه الجموع وربطها علميًا بالمجالات المعنية، كدراسة علم النفس الاجتماعي أو الجماعي وأبرز ما يدل على الظاهرة كتاب سيكولوجية الجماهير للطبيب والكاتب الفرنسي قوستاف لو بو، كما تتيح الدراسات المحكمة من خلال إحسان تعزيز الصورة الذهنية لأبرز القضايا العالمية التي قد قمنا بربطها تلقائيا بأوجه الخير كالمرض والفقر والنكبات والإغاثة إلا أن هناك مواطن أخرى للخير كحماية البيئة والحفاظ عليها وتحسينها أو مجال إنقاذ الحيوانات والرفق بها في أمور لا تخطر على البال كالمساهمة في الحد من ظاهرة الكلاب السائبة بالطرق الصحيحة الإنسانية، وغيرها.
إنني حقاً فخورة بهذا العمل الوطني التكاملي وأرجو من الله أن يوفقنا جميعاً لخدمة البلاد والعباد في هذا الشهر الفضيل وما بعده.