م/ نداء بن عامر الجليدي
تعد مناطق التراث العمراني من أهم عناصر الجذب السياحي في المدن، وهي الوعاء التراثي للعمارة التقليدية والذي يختزن كثيراً من مفردات السياحة الثقافية، والتي تتيح الاطلاع على المنتجات المادية للحضارات السابقة بكل مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.
يعد تطوير مناطق التراث العمراني بهدف إعادة تأهيلها سياحياً وتكاملها مع العمران المحيط بها في مراحله الأولى في المملكة العربية السعودية، ويواجه التطوير والحفاظ على المناطق التراثية مجموعة من التحديات يمكن إرجاع أسبابها إلى التطور المتسارع والملحوظ للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، والغياب النسبي للوعي بأهمية التراث العمراني، بالإضافة إلى الحاجة لوضع آليات لعملية الحفاظ ومن ثم تطوير هذه المناطق التراثية، وتتبلور أهم التحديات في الرؤية المتكاملة لتطوير المناطق التراثية في إطارها الثقافي والسياحي.
فكان لا بد من الوصول إلى مشروع متميز يقود المدن التراثية بمدن المملكة العربية السعودية وتحويلها إلى وجهات سياحية تتناسب مع قيمتها الحضارية.
والدرعية إحدى المناطق التاريخية الغنية بالتراث العمراني، وتضم حي الطريف التاريخي الذي يعد نواة المدينة التاريخية الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين مع قادة دول مجلس الخليج العربي نموذجاً وريادة للمناطق التراثية التي كيف يمكن أن تطور، حيث صّنف قبل 10 سنوات ضمن قائمة التراث العالمي كثاني موقع مسجل في المملكة والدرعية التاريخية تمثل ذاكرة المدينة السعودية الحالية، ونقطة انطلاق براعمها الحضرية، لذا أرى أن ما تم به يعد مقياساً لجميع الجهود لإعادة تأهيل وتطوير المناطق التاريخية.
من وجهة نظري اعتبر نموذج تطوير الدرعية التاريخية وحي الطريف التاريخي هو إنتاج نموذج منظومة اعتبارات سياحية لتخطيط مناطق التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية، وذلك لقياس التجارب المحلية قياساً دقيقاً لتوضيح مدى تحقق المعايير الأساسية والخصائص السياحية، من خلال قياس أداء مجموعة المؤشرات في منظومة متكاملة تؤكد أهمية النموذج المقترح لتطوير مناطقنا التراثية لنكون في مصاف الدول التي تهتم بالسياحة الثقافية ممثلة بهذه المناطق التراثية. دمتم بود..