فاطمة المزيعل
يقال: واقعك اليوم هو حصيلة أفكارك بالأمس، والتي غالباً ما تكتشفها من خلال إعادة شريط ذكرياتك، وتأملك وأنت تتصفح كتاب حياتك، وستمر حينها في هذه اللحظة أمام عينيك مراحل عمرك، وطفولتك، وجميع علاقاتك؛ سواء مع أهلك، وأصحابك، وأحبابك، متخطياً بذلك بعضاً من حدودك ومسافاتك، تاركاً القليل من كركبة نبضاتك وأنفاسك وعشوائية إحساسك.
ذلك فقط كي تعود إلى خط الصفر من جديد، ذلك الخط الذي من خلاله ستبدأ أنت بترتيب لخبطتك وبعثرة الكثير من أوراقك، كي تتخلص من الكثير منها، راجياً بالإيجاب استبدالها.
فوحده خط الصفر، من سيجعلك تضع حدًّا لأولئك البارعين في إصدار أحكامهم على غيرهم، دون أن يلتفتوا في المقابل إلى دناءة نفوسهم، وخستهم وسوء أخلاقهم! والتي لولا صمتك وتغاضيك منذ البداية عنها، لما وصلت لذلك الشعور البشع الذي جعلك تنطوي بعيداً عنهم، ولا تتمنى في يوم من الأيام مصادفتهم أو حتى أن تلتقي بهم، ذلك كونها أتعبتك بشدة وأرهقتك، وظلت سنين طوالاً تلازمك، ولن يرتاح أبداً من ثقلها صدرك.
فقط تذكر أن لا شيء في هذه الدنيا يستحق كسرك، وضعفك، وانحناءك، ودموعك، وحزنك. وهنا ستبدأ بجديد شخصيتك، وستحتضن بكل راحة وسكون نفسك، ذلك لتلملم شملك، وترمم موطنك الخاص بك.
استرخِ وتدبر بكل سعادة أمورك وكل ما يحصل معك، وبفرحة عارمة تأكد أنك ستكمل طريق حياتك.