د. عبدالرحمن الشلاش
ماذا تفعل مع من تكرَّست لديهم نظرية المؤامرة حتى بات كل ما يحدث حولهم عبارة عن سلسلة من المؤامرات تستهدف وجودهم ونجاحاتهم وإنجازاتهم العظيمة حتى صار الفاشل يخاف على نفسه من اللقاح.
حاولت أن أربط بين تزايد حالات كورونا في الفترة الأخيرة وبيان وزارة الداخلية مساء الاثنين الماضي حول فرض عقوبات مشدَّدة مثل السجن والغرامة لكل من يبث الشائعات أو ينشر معلومات مغلوطة حيال جائحة كورونا، فوجدت أن الوزارة قد توصلت إلى أن أهم سبب لتزايد الإصابات ما يُبث من معلومات خاطئة وشائعات عن الفايروس ومقاطع وتغريدات تشكّك في وجود الفايروس أساساً وأخرى ترى أن الجائحة التي ضربت كل دول العالم ما هي إلا مؤامرة تستهدفنا هذا عدا ما يُشاع عن التطعيمات من معلومات مغلوطة تسببت في تضليل الناس وبث الرعب في قلوبهم وامتناع البعض انسياقاً وراء الجهلة وما يُنشر من مقاطع تم إنتاجها لنشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة.
تفاءل المجتمع في المملكة كثيراً بتناقص الحالات قبل عدة أشهر حتى وصل إلى أقل من مئة إصابة في اليوم, لكن عادت في التزايد مرة أخرى لتتجاوز قبل يومين الرقم 900 وكانت معظم الإصابات في مدينة الرياض وبعدها مكة المكرمة ثم الشرقية وتأتي بقية المناطق تباعاً ولكن بإصابات أقل كثيراً.
رغم تأكيد وزارة الصحة الدائم بتطبيق الاحترازات وتأكيدها اليومي على ذلك, ورغم جهود وزارة الشؤون الإسلامية بتطبيق الاحترازات في المساجد والتشديد من وزارة الداخلية في متابعة التطبيق وفرض الغرامات على من لا يرتدي الكمامة أو يتجاوز في التجمعات إلا أن هناك نوعيات منفلتة من البشر لا ينفع معهم شيء, أشاهد يومياً من لا يلتزمون بالكمامات ومن يقتحمون الصفوف في بعض المساجد رافضين التباعد وعدداً غير قليل لا يحضرون السجاد. عند بوابة أحد المحلات سمعت تعالي أصوات والسبب أن العامل منع أحد الزبائن من الدخول إلا عندما يبرز تطبيق توكلنا لكن الأخ أفاد بأنه لم يحمل التطبيق لأنه لا يعترف به والعامل يمنعه من الدخول لكنه أصر ودخل عنوة.
أمام هذا الانفلات والتخلّي عن تطبيق الاحترازات والذي يصل حد التحريض على عدم التطبيق لا بد من تطبيق أقصى العقوبات فزوال الجائحة مرهون -بعد توفيق الله - بسلامة التطبيق من الجميع دون استثناء والإعلان عن العقوبات مهم جداً فسلامة الجميع هي هدف الحكومة بكافة أجهزتها وليس معقولاً أن يترك المجال لمسوِّقي نظرية المؤامرة ليفسدوا العمل الجميل الذي يقدم.