عبدالله العمري
فشل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في تسويق نقل مباريات دوري أبطال آسيا تلفزيونياً وبيع الحقوق للقنوات الفضائية في نسخته الحالية التي تقام بنظام التجمع في عدد من الدول؛ بسبب جائحة كورونا التي تضرب العالم منذ سنتين تقريباً وهي الجائحة التي أثرت على الكثير من البطولات الكروية، هو امتداد للفشل الكبير الذي ينخر في جسد هذا الاتحاد منذ سنوات طويلة جداً والذي تضررت منه الكرة السعودية كثيرا، سواء على صعيد منتخباتنا الوطنية أو أنديتنا وحادثة مهزلة الحكم الياباني الفاشل نشيمورا وما فعله في الهلال في النهائي الآسيوي الشهير أمام سيدني الاسترالي ليست ببعيدة ولا زالت في ذاكرة الجماهير الرياضية حتى يومنا هذا.
الفشل الذريع في تسويق واحدة من أهم البطولات القارية في القارة الصفراء وعدم نقلها فضائياً ولاسيما أننا في ظرف استثنائي جداً، لا تستطيع من خلاله الجماهير الرياضية الحضور للمدرجات والملاعب بسبب جائحة كورونا والاتجاه لنقل مباريات كبرى فرق القارة عبر روابط ومنصة بالإنترنت..!!!
فيه تأكيد كبير على أن الاتحاد الآسيوي ولجانه غير قادرين على إدارة الكرة في آسيا بشكل احترافي ومميز، فما يحدث في دوري أبطال آسيا في نسخته الحالية معيب جداً ولا يليق بالكرة الآسيوية وأنديتها، فمهما كانت المبررات الواهية التي يسوقها أعضاء الاتحاد الآسيوي بين الحين والآخر عن سبب عدم بيع حقوق البطولة فضائياً إلا أنها غير مقنعة لما حدث..!
فعندما تفشل في تسويق نقل واحدة من أهم وأغلى بطولاتك على مستوى القارة عبر القنوات الفضائية، والجماهير الرياضية ممنوعة من الحضور للملاعب، فبكل تأكيد هناك خلال كبير إما بالتسويق أو هناك مبالغة مادية جعلت القنوات الفضائية تحجم عن تقديم عروضها.
السؤال الأهم هو ماذا عن حال الشركات الراعية التي تربطها عقود إعلانية مع الاتحاد الآسيوي، بعد أن أصبح دوري أبطال آسيا غير مشاهد فضائياً، فالضرر كبير على هذه الشركات المعلنة، فمن يريد مشاهدة المباريات الآسيوية عليه الدخول عبر منصة ورابط بالإنترنت لمتابعة واحدة من أهم بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم..!!!
واعتقد أن حالة السوء والضياع التي تعيشها الكره في آسيا هي بسبب ضعف أعضاء لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فغالبية الأعضاء هم من دول لا وجود لها في خارطة ومنافسات كرة القدم بالقارة الآسيوية ومن دول غير معروفة ومغمورة جداً على مستوى كرة القدم، ولهذا من الطبيعي أن تفشل لجان الاتحاد الآسيوي في إدارة الكرة بالقارة الآسيوية بسبب وصول هؤلاء الأعضاء إلى سدة لجان الكرة في آسيا رغم أن دولهم لا تملك أي تاريخ كروي..!!
فحتى مع سريان حقوق النقل الفضائي لبطولة دوري أبطال آسياً في الربع الأخير من عام 2021، فلقد تم بيع الحقوق على دول فقيرة كروياً لا وجود لأنديتها في البطولة مثل دول لاوس ومنغوليا وكمبوديا وبنغلاديش وميانمار وفيتنام من أصل 12 دولة آسيوية تم بيع الحقوق عليها، فما هو الهدف التسويقي الذي يبحث عنه الاتحاد الآسيوي ومن سينقل بطولته المهمة إلى دول من العالم الثالث بعيدة كل البعد عن الاهتمام أو متابعة كرة القدم..!!
ولماذا غابت قنوات الدول المتقدمة كروياً في القارة والتي لديها أندية تشارك في كل نسخة عن السعي للحصول على حقوق النقل التلفزيوني فلابد أن هناك خللاً كبيراً جداً جعل بعض هذه القنوات المهمة لا تحرك ساكناً تجاه الحصول على حقوق النقل التلفزيوني لبطولات الاتحاد الآسيوي..؟!