رمضان جريدي العنزي
معظم المسلسلات الرمضانية الخليجية سطحية لا ترقى للذائقة، مجرد صراخ وعويل ونكد وكيد ودلاخة وخيانة ومخدرات وبغض وحسد وحشو كلام ولغو وإيحاءات بغيضة، لا هي دراما حقيقية، ولا فيها تشويق بائن، لا فكر مميز فيها، ولا تحمل رسالة توعوية هادفة ذات قيم ومبادىء، عبث في الطرح، وعتمة في الفكرة، ونقص حاد في المضمون، لا تقدم أي شيء أبعد مما يراه القائمون عليها والمنتجون لها، تشوه الحقائق، وتغيب الحقيقة، وتسمم عقل المتتبع. إن هذه المسلسلات التي دفعت من أجلها الأموال الباهظة والطائلة، ما هي إلا مضيعة للوقت ولهو، وخدش لروحانية هذا الشهر الكريم.
إن المسلسلات في حقيقتها يجب أن تكون أداة تنوير وتثقيف ومعرفة، ويجب أن تحمل في طياتها رسالة سامية لمعالجة المظاهر الاجتماعية السلبية التي تفتك بالمجتمع. إن الضحالة في الطرح واللهجة والتميع ورداءة العرض أهم ما يميز هذه المسلسلات. إن المطلوب من القائمين على هذه المسلسلات والمنتجين لها وواضعي حواراتها أن يرتقوا بذائقة المتلقي وتفكيره، بعيداً عن السطحية والتسطح والخوض في قضايا ليست حقيقية في معظمها. إن المبالغة المجنونة في تزييف الواقع على أنه حقيقة أمر لا بد أن يراجع بأمانة تامة. إن الرتابة والسماجة عناوين كبيرة لهذه المسلسلات التي لا تريد أن تتطور وتتبدل. إن ترسيخ المفاهيم الصحيحة وتكريس المعاني النبيلة، والرسائل السامية، والارتقاء بحس المشاهد وشعورة أمر ننادي عليه بأعلى أصواتنا، بعيداً عن اللخبطة والشخبطة والمشاغبة غير الهادفة، وغير السامية. إن المجتمع أصبح أكثر وعياً ونضجاً وثقافة وإدراكاً، وأفضل مما يظن ويعتقد أصحاب هذه المسلسلات.
إنه يريد المسلسل الثقافي الاجتماعي الذي يعالج القضايا والهموم بروح واقعية، بعيداً عن الغمز واللمز والتزييف.
إن تشويه صورة المجتمع الخليجي عبر مسلسلات سطحية لا تحكي الواقع الجميل لهذا المجتمع الطيب وفق أفكار مضروبة وطرح مفلس ومحتوى لا يليق يعد معول هدم لا رقي، يجب إعادة النظر فيه من أجل الذائقة والأمانة والرسالة الهادفة المبنية على تثقيف الشعوب لا على تجهيلها والعبث في عقولها.