أبها - واس:
فتح عدد من الفنون التقليدية بمنطقة عسير الباب واسعا أمام المبدعات للمشاركة في النشاطات الثقافية والاجتماعية داخل المنطقة وخارجها، إضافة إلى كونها مصدر دخل مالي جيد أصبح نافذة اقتصادية مهمة للمنطقة.
وكشفت جولة على عدد من المتاحف والمراسم الفنية الخاصة التي تديرها نساء مبدعات في مجال «القَط» العسيري، عن تنامي المبيعات الفنية التي تعتمد على توظيف فن» القَط» في اللوحات والأدوات المنزلية، حيث أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في رفد الجانب التسويقي لها، وعززت الدورات التدريبية المتخصصة التي نظمتها وأشرفت عليها وزارة السياحة (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقا) في مجال «القَط» الجانب التسويقي لهذا الفن العريق، حيث عُقدت شراكات مع مؤسسات دولية وجهات محلية متخصصة في الفنون لتقديم دورات نوعية للفتيات المهتمات في هذا المجال تركز على الأسس الفنية ومجالات التسويق الدولي للفنون. ويعرف «القَط» بفن تزيين جدران المنازل في منطقة عسير منذ مئات السنين، ويعتمد على الزخارف الهندسية البديعة التي تستوحي أبعادها ودلالاتها من الثقافة المحيطة، وخصوصا ألوان الطبيعة، وكلمة «قَط» في معاجم اللغة العربية تعني «خَط» أو «نحت» أو»قطع»، وهو ما كانت تفعله المبدعات في المنازل، وخصوصا منازل الأثرياء ووجهاء المجتمع قديما.
وأشارت صاحبة «متحف فاطمة للقط العسيري» السيدة فاطمة فايع يعقوب إلى أنها بدأت منذ سنوات مع زوجها في إنشاء المتحف على خلفية التفكير في تأسيس جمعية تهتم بالحفاظ على فن القَط خصوصا وثقافة المرأة عموماً، ثم تطور العمل إلى إنشاء مرسم خاص لفن القَط يعمل فيه فريق محترف في إنتاج الأعمال الفنية، ويقدم دورات متخصصة للفتيات بدعم من وزارتي السياحة والثقافة، مبينة أن المرسم نظم عشرات الدورات الفنية تخرجت فيها حوالي 600 متدربة ومهتمات إضافة إلى ورش العمل والمشاركة في المعارض في الداخل والخارج (أمريكا – مصر – دبي)، وذلك من خلال التعاون مع جهات كثيرة منها (جمعية الثقافة والفنون بأبها – جمعية آباء – إدارة تعليم عسير –المدارس – إثراء بأرامكو – أثر في مدينة جدة – ألوان الشرقية – جمعية التراث في دبي). وشهد سوق المقتنيات الفنية قفزة عالمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد تشكل سوق للفن العالمي عبر الإنترنت في الخدمات والمقالات والأعمال الفنية والثقافة التي ترتبط بشكل عام بالفنون المختلفة، وتوقع موقع (Artfacts) الذي يعد أحد أشهر الجهات المزودة بالمعلومات الفنية عالميا أن تزيد مبيعات الأعمال الفنية عبر الإنترنت إلى 9.32 مليار دولار بحلول عام 2024. حيث شهد السوق نموا على مدار السنوات الخمس الماضية بأكثر من أربعة ونصف مليار دولار.