سمر المقرن
انطلاقًا من مفهوم المحتوى المحلي لتنمية الاقتصاد الوطني وتوجيه إنفاق الشرائح الاقتصادية داخل المملكة وتماشياً مع رؤية 2030 جاء تدشين هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية لحملة (منا وفينا)، وذلك لتثقيف وتوعية أفراد المجتمع بمفهوم المحتوى المحلي وعناصره، والذي يشمل القوى العاملة والمنتجات والخدمات والأصول والتقنيات المحلية، وتساهم هذه الحملة في تحقيق واحدة من وظائف الهيئة الإستراتيجية وهي تمكين التميز ورفع الوعي.
ومن خلال (منا وفينا) يتم إطلاق سلسلة من الحملات التوعوية والتثقيفية لرفع الوعي حول المحتوى المحلي بشكل بسيط جداً وإبراز أثره على مستوى كافة الشرائح الاقتصادية التي تضم أفراد المجتمع والقطاعين العام والخاص وتوضيح دور هذه الشرائح وتأثيرها على مستوى الاقتصاد الوطني.
وبلا شك، أن هذه الحملات تساهم في نشر ثقافة المحتوى المحلي الذي له فوائد جمّة أهمها: كونه أجندة وطنية، ويساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتغطية الاحتياج المحلي، وخلق صناعات جديدة، وتوليد المزيد من فرص العمل لبنات وأبناء الوطن، إضافة إلى المساهمة في توطين سلاسل الإمداد محلياً وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وعناصر المحتوى المحلي التي تغيب عن -بعض- أفراد المجتمع هي جزء من حياتنا اليومية، حيث أن كل منتج أو خدمة نهائية نستهلكها خلفها عدة عناصر محلية من قوى عاملة وخدمات وسلع وأصول وتقنيات محلية. فتشمل القوى العاملة وتضم ما يتم صرفه من رواتب على الموظفين بحيث تحسب رواتب السعوديين 100 % مستوى محلي ورواتب الوافدين 37 % محتوى محلي، ثم عنصر السلع والخدمات ويشمل كل المشتريات سواءً كانت سلعاً عينية أو خدمات، ويُحسب المحتوى المحلي فيها بناء على القطاع الذي تنتمي إليه السلعة أو الخدمة، ثم الأصول الإنتاجية وهي التي يكون بلد منشأها المملكة العربية السعودية ويتم احتساب 100 % من استهلاكها على أنه محتوى محلي، بشرط أن تكون صناعة محلية وكامل سلسلة الإنتاج لهذه الأصول تمت في المملكة، أما لو كانت غير محلية فيُحسب 20 % من استهلاكها ثم أخيراً، التقنية أو تطوير القدرات وكل ما يُصرف لتدريب وتأهيل الكوادر السعودية أو إنشاء مراكز الأبحاث والتطوير يعد 100 % محتوى محلي.
وهناك أمثلة عديدة على منتجات وخدمات المحتوى المحلي في الحياة اليومية الموجود حتى في كوب القهوة المتخصصة، لأن البن الخولاني منا وفينا، والثروات والمصانع والتقنيات كلها سلسلة من المحتوى المحلي، والأيدي التي صنعت الكمامات الطبية لترعى هي كذلك محتوى محلي، وحتى زيت الزيتون وعلب الزجاج من صنع المملكة هي محتوى محلي، وكافة المنتجات المستخلصة من المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعية سواء طبيعية أو خام أو في مرحلة من مراحل تجميع المنتج أو تجهيزه كالأسمنت هي منتج محلي (منا وفينا) لذا عندما نتعمق أكثر وأكثر نجد أنه من واجبنا الوطني أن ندعمها ونشارك فيها البشر، بل والطير والحجر على أرض المملكة.