علي الخزيم
كنت بين أسعد المواطنين بعد بث حلقة (التَّحول الرقمي) من قناة (mbc)؛ ليس لأني مُندهش بهذه الإنجازات التقنية الرقمية التي تسير عليها بلادي الغالية مملكة العزم والحزم والإنسانية التي يقودها سمو ولي العهد ويرعاها خادم الحرمين الشريفين وفقهما الله، فأنا مواطن مُتابع وقد لازمني السرور بكل مُنجَز لحظة بلحظة! غير أن مصدر الانشراح والسعادة هو ردود الأفعال والصدى الطيب الواسع الذي قوبلت به الحلقة من الاخوة الأشقاء بالدول العربية والإسلامية والصديقة؛ وعبارات الإعجاب والثناء على ما وصلت إليه المملكة في مجال الحكومة الرقمية، فقد ازدانت صفحات ومواقع ومنتديات التواصل الاجتماعي بالإشادات الباذخة والمديح الراقي والثناء العطر على التميز السعودي بهذا المجال الحضاري الحيوي الذي ينشده ويتمناه كل إنسان لبلاده، ويُشكِّل هاجساً بميادين السباق التقني الرقمي لبلوغ درجات التحضر والرقي وما يتبع ذلك من تميز وتقدم بمجالات تنبثق من هذه الإنجازات المتحققة.
وكنت جذلاً طروباً وأنا اقرأ ما سطَّره الأشقاء المُنصفون من كلمات الإعجاب والاعتراف بعلو قامة مملكتنا الحبيبة بهذا الشأن التنافسي الحضاري بين دول العالم ونيلها شهادات عالمية بذلك، وبلوغها مواقع مرموقة متقدمة في سِلَّم الدول التي نهجت النهج الرقمي التقني المتطور في أعمالها واستغنت عن المكاتبات والتدوين الورقي، وإصدار الصكوك والوثائق والوكالات والمبايعات الورقية التي باتت من الماضي، والمملكة ولله الحمد بذلك تسجل اسمها وبصمتها الرقمية بين الدول العظمى بهذا السبيل والنهج والمنحى الحضاري، وتكون السعادة مضاعفة وأنت تمر على شهادات المُغردين والمدونين بشفافية مفعمة بصدق الاخوة للمملكة وشعبها، وهذا هو المأمول أن نكون عليه جميعاً عرباً ومسلمين، فالتقدم بجزء من عالمنا هو تقدم للجميع، والتنافس الشريف بهذا المضمار مطلب حيوي ضروري لكافة شعوبنا الشغوفة والمتطلعة لمزيد من التجديد والتحضر بكل شؤون حياتها ومصالحها، وحتى العبارات التي صدرت من قِلة لا تُدرك معنى هذا التقدم واحسبها من فئة مراهقة (عمراً أو فكراً) وممن يطغى على عقولهم ضباب الأيدلوجيا المُغرضة الضالة المُضلة؛ أقول: حتى تلك العبارات النابية الحاسدة كان لها دور بإسعادي بتلك اللحظات ففيها ابتسامات لم أصدّها؛ لإدراكي لمعنى ومضامين (الناس أعداء لما جهلوا)! تخيلوا أن أحدهم يصف ما شاهده من إنجازاتنا الرقمية بأنه خيال من خيالات الرسوم المتحركة، وآخرون يُكذِّبون هذا الإنجاز قياساً على أوضاع يعيشونها وتجاوزناها نحن من عشرات السنين، ناهيك عما تم في السنوات الأخيرة؛ فلا مجال لتلك المقارنة بما نحققه الآن وكل يوم لنا فيه شأن وتجديد وعلو كعب! ثم بعد ضحكات يرسمونها؛ يُعلِّقون بأن هذه مجرد خيالات وأحلام تختفي مع شروق الشمس، وهنا نؤكد للغافلين بأن كل صباح تشرق فيه الشمس نكون قد حققنا منجزاً باهراً، ونؤمن بأن كل ما نحققه هو خدمة لنا ولأشقائنا، أما الناعقون بالغِلِّ والحسد فيعرفون طريق الخَرِبات والتخلف، ونحن لا نجيد السير نحوها فلم نألف سوى آفاق (المجد والعز والعزم والحزم والإنسانية) إن أعجبكم فبها، وإن لم ترضوا -حسداً وغيرةً جوفاء- فماء البحر قد يبل ريقكم.