الهادي التليلي
عندما راهنت الصين الشعبية على طريق الحريركامتداد لمسار اقتصادي يتجاوز عمر السير فيه الـ2000 عام لم يكن يدور بخلد أي كان أن يحقق هذا الرهان نجاحات زلزلت خيارات المنظمة العالمية للتجارة ووفرت قيمة مضافة للتنمية تجاوزت به النماء الاقتصادي الليبرالي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية صين ما بعد ماو تسي تونغ استطاعت أن تدخل ريادة المشهد الاقتصادي من بعيد ولكن بتعويلها على ذاتها وبناء خطط استراتيجية مزمنة ومحينة وفق كل لحظة تطور ونماء.
والمملكة العربية السعودية هذه القوة الإستراتيجية ذات الاقتصاد متنوع الموارد والخطط الإستراتيجية التي تضع 2030 أفقاً تقييماً ونقطة وصول إلى مرحلة تتحقق فيها الرؤية التي بدورها وبعد تقييم إيبستيمولوجي تبني خطة لاحقة لها انطلاقا مما وصلت إليه الجهود، فبعد مبادرات رائدة مست عديد الجوانب لعل من بينها جودة الحياة من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وبعد التأسيس لمدينة الحلم المستقبلي التي ينتظرها كل العالم ونعني مدينة نيوم ومسار ذا لين السياحي البيئي تأتي المبادرة الاقتصادي العملاقة التي تضع القطاعين العام والخاص في شراكة إستراتيجية يؤسس للآتي قبل أن يأتي أي بوضع أسس إستراتيجية لاقتصاد مستقبلي يكون فيه للقطاع الخاص مساهمة مسؤولة في بناء اقتصاد قوي تتسع سماؤه للجميع.
في الحقيقة هذا المنوال الاقتصادي المتكامل والذي ينخرط في سياق حضاري متناغم مع المرحلة وتمشي قيادات المملكة في مجالات التحديث الاجتماعي والتنموي والذي يعد القطاع الاستثماري أهم أسسه وصمام أمانه، فكانت المبادرة التي تم طرحها في حوار مجتمعي ببادرة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية من خلال اجتماع افتراضي شمل الوزراء المعنيين وكبار رجال الأعمال ورؤساء شركات كبرى أمام جمهور المشاهدين من كل أنحاء العالم وهي بادرة تقع لأول مرة حيث ينخرط رجل القرار مع جميع المستهدفين في التفكير بصوت عال وعرض ملامح المنوال وهو من ناحية اجتماع افتراضي من ناحية عرض إعلامي وبسط للمستهدفين وهي من الطرق الذكية في تقديم المبادرات جعلت الجميع تصلهم الرسالة بأن ولي العهد أشرك الجميع في تبني هذا المنوال الذي يعتبر هدية من قيادة المملكة الرشيدة والتي على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث عبر ولي العهد في مفتتح عرضه للمبادرة أنها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين.
منوال «شريك» الذي يعد بادرة إبداعية أخرى من بوادر ولي العهد السعودي والذي شارك في بنائه فريق إبداعي متكون من وزراء وكبار مسؤولين وهيئات معنية سيسهم في بناء قطاع خاص قوي ومسؤول له القدرة على المنافسة عالميا ويساهم في صتع الربيع التنموي في اقتصاد المملكة وبنمو القطاع الخاص وتحقق أهدافه الاستثمارية يتحقق الرخاء الاقتصادي والارتقاء إلى المركز 15عالميا من المركز 18حاليا على مستوى ترتيب القوة الاقتصادية عالميا هذا العالم الذي يتجه إلى الخصصة والتطور والنماء صار يقاس بمدى قوة القطاع الخاص سواء في مؤشرات مقياس دافوس أو في تصنيف البنك الدولي..
وبما أن المال قوام الأعمال فقد رصد لإنجاح المنوال ما يكفي من استثمارات كفيلة بتحقيق هذاالحلم الاقتصادي المبهج الذي ستنعكس نتائجه على المملكة وما جاورها والاقتصاد العالمي عموما فبالإضافة لضخ 5 تريليونات ريال في الاقتصاد المحلي حتى سنة 2030 تم رصد 3 تريليونات من صندوق الاستثمارات العامة سيضخ حتى 2030 و4 تريليونات بعنوان الإستراتيجية الوطنية للاستثمار وهذا لايشمل الـ10 تريليونات كإنفاق في الاقتصاد خلال المدة القادمة وغيرها حجم الاستثمارات العملاق الذي يليق بدولة بحجم السعودية والذي يصل إلى سقف 27 تريليونا في 2030 يضع المملكة مهيأة من حيث الملاءة لإنجاح هذه المبادرة، وهذا المنوال وواجب الكيانات الخاصة المنخرطة طوعاً في المنوال والتي تتوفر على الشروط المطلوبة المساهمة في جهود التنمية حيث وحسب الدراسة ستساهم في توظيف مئات الآلاف من اليد العاملة والمشاركة في الناتج المحلي بنسبة 65 بالمائة، هذا المنوال الذي يعد أحد مخرجات الرؤية 2030 يسهم في نحت اقتصاد منيع يشترك في بنائه الجهد الحكومي والمبادرة الخاصة يعطي الدليل على نجاح القيادة الرشيدة في كسب رهان التنمية والمستقبل.