أصدر معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ قرارًا بإنشاء وحدات التوعية الفكرية في إدارات التعليم والجامعات، والتي تهدف إلى تعزيز الولاء ومحبة الوطن، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، ورصد المخالفات الفكرية والأفكار والسلوك المتطرف، والظواهر السلبية في إدارات التعليم والجامعات وفقًا للضوابط التي تحددها وزارة التعليم في ضوء الأنظمة واللوائح.
واتفق مع هذا القرار السديد التي اتخذته وزارة التعليم لحماية الطلاب والطالبات من خطر التأثر بأي فِكر متطرف يشوش أذهانهم، مما قد ينتج عنه زعزعة أمن واستقرار المجتمع، خصوصًا ونحن في زمن التقنية وبرامج السوشل ميديا والتي قد يشاهد فيها بعض الطلاب والطالبات أمورًا سلبية تساعد في انحراف سلوكياتهم عن المسار الصحيح.
فوزارة التعليم تحمل رسالة سامية ومسؤولية عظيمة في آنٍ واحد، من حيث تزويد أكثر من ستة ملايين من الطلاب والطالبات بالمعارف والمعلومات اللازمة، واكسابهم المهارات الأساسية، وتغيير الاتجاهات والقناعات بما يتوافق مع قيم ومعايير المجتمع.
إنَّ من أخطر هذه القضايا التي تحدث في المجتمع «التطرف» أو ما يُسمى أيضاً «بالغلو»، فالتطرف والغلو مصطلحان يؤديان لنفس المعنى، فالتطرف مصطلح معاصر معترف به لدى دول العالم، أما الغلو، فمصطلح شرعي معترف به لدى الدول الإسلامية.
ويُقصد بالتطرف هنا هو مُنتهى الغلو في العقيدة أو الفكر أو المذهب أو غيره، أما الغلو فيقصد به هو مجاوزة الحد الشرعي أو العرفي المعتبر بإفراط أو تفريط.
وقد نهانا الله تعالى عن الغلو في كتابه الكريم في قوله تبارك وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}.
كما حذرنا أيضًا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم من الغلو في حديث: (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين).
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود «حفظه الله» على خطورة التطرف في إحدى كلماته لأفراد المجتمع السعودي حين قال: «لا مكان بيننا للتطرف والانحلال ولمن يستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه».
ختامًا
وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل لكي يميزه عن غيره من المخلوقات الحية، فيستخدم عقله في البحث والتفكير والتأمل والتحليل والاستنتاج، وليس بأن يسلم عقله للآخرين.