هناك أشخاص اعتادوا كثيرًا على المراوغة والزيف في حياتهم، مثلما اعتادوا على الخداع أيضًا حتى بمشاعرهم، لذلك كثيرًا ما نسمع بأن الأخلاق ليست بالضرورة بأن تكون حكرًا على البشر فقط، بل أحياناً هي تشمل بعض «الحيوانات» أجلكم الله سبحانه أيضًا، فئة تجد أغلبها بلا قيم وأخلاق وبلا ضمير، ولا يملكون سوى محتوى فارغ، كفراغ عقليتهم وحياتهم، مفتقرين إلى مدى واسع لمقاييس منعدمة التكافؤ إلى أبعد الحدود للأسف.
البعض نرأف على حالهم، نلطف بهم، نتعامى عن عيوبهم، نتحاشى مواجهتهم كي لا نجرحهم أو نثقل عليهم، خوفاً من أن نؤذي فيما بعد مشاعرهم، كي لا نخسرهم ونعيش بقية أيام عمرنا بعيداً عنهم.
لنجدهم في المقابل، يجازوننا بالتمادي والخذلان، كونهم ضمنوا بقاءك في جميع الأحوال معهم، وكأن نبضات أنفاسك ستتقطع من بعد ابتعادهم، وهذا طبعاً بسبب ما ترسخ بعقلياتهم وبسبب شدة تعنتهم وكبرهم وعنجهيتهم، والأدهى من ذلك أنهم يغايرون أحياناً أنفسهم، ويصرون ولا يعترفون أبدًا بجلافة تصرفاتهم وبجاحتهم.
وسرعان ما يجحدونك، ولا يقرون حتى بخطئهم وتقصيرهم تجاهك، هذا إن دل فإنما يدل على نقصهم وضعف شخصيتهم، والتي يريدون التحرر منها، من خلالك، لكنه لا يدل أبدًا على توازنهم وقوة ثقتهم واحترامهم.
أشخاص ستستوعب فيما بعد، كم أنهم يفتقرون إلى مدى واسع لمقاييس منعدمة التكافؤ إلى أبعد الحدود، لا صمت ينفع معهم ولا كلام، تغض طرفك عن قباحتهم، لتجدهم بالمرصاد يتصيدون عليك أبسط زلاتك وأقل كبواتك ليعايرونك بها، ويجازونك دائماً بعكس ما قدمت لهم، وبضميرك الحي مددت إليهم يدك وأعطيتهم.
فإلى هؤلاء
تأكدوا بأنكم مهما تصنعتم تلك المثالية الملائكية، المصحوبة بالنعرات والذرائع المزاجية، لابد أنه سيأتي ذلك اليوم الذي ستخرجون فيه عن نطاق سيطرتكم، وستظهر أمام الناس شيطنة باطنكم على ظاهركم، ليكتشفون فيه عن حقيقة أوجهكم.
تراعي، تهتم، وتداوي خواطرهم حتى آخر رمق، لتجد نفسك للأسف في آخر المطاف مهموماً ومغموماً بسببهم، فأنعش حياتك ببعدك عنهم، وعن كل شخص شحيح يحمل صفات كصفاتهم.
أشخاص غير أسوياء، لا يؤثر بهم الإحسان أبدًا، يشعرونك دائمًا بالازدراء، ولن تجني من ورائهم سوى الندما!
يقال
ولما صار ود الناس خبا .. جزيت على ابتسام بابتسام .. وصرت أشك فيمن أصطفيه .. لعلمي إنّه بعض الأنام.