منذ أن منَّ الله على الإمام والملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومنَّ الله على أهل هذه البلاد المباركة بقيام الملك عبدالعزيز بفتح الرياض (1319) حيث قام باسترداد ملك آبائه واجداده الكرام، ومن ثم جاء من بعده أبناؤه الملوك البررة -رحمهم الله- ليكملوا بناء هذا الصرح الكبير، ورعاية وخدمة الحرمين الشريفين، وحيث نعيش الآن في عهد الملك سلمان -أيده الله بنصره- وهو صاحب الفكر والثقافة والتاريخ لملوكنا على مدى أكثر من خمسة عقود، والآن بعد مرور 120 عامًا على فتح الرياض، حيث إن الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك البررة -رحمهم الله- تركو إرثًا تاريخيًا لهذه البلاد وأهلها من أقوال وأفعال، حيث بقيت صفحات من ذهب لنا ولهذه البلاد المباركة، فعلى مدى أكثر من خمسة عقود لحكم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تناقلات الأجيال من الآباء والأجداد حكم وأقوال وأفعال مؤسس هذه البلاد المباركة التي تدل على بصيرته وحنكته وفراسته وصبره، ومن ثم بعده أبناؤئه الملوك البررة حيث إن كل منهم اتصف بصفات خاصة من الحنكة والسياسة والبصيرة وطيبة القلب بقيت رمزًا لهم من الأقوال والأفعال.
وفي هذه العجالة ليس مقامنا بسرد أقوالهم وأفعالهم وصفحاتهم الذهبية، حيث إن الكثير والكثير منا لا يعرفها و يجهلها لأسباب كثيرة، أما بموت من عاش ولازم ملوكنا أو بموت ناقليها -رحمهم الله- أو بعدم توثيقها للتاريخ، ونجد أنه لم تقف أقوال وأفعال الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبنائه الملوك على داخل الوطن بل لهم أقوال وأفعال سطرها تاريخنا المعاصر، وهي جزء من شخصياتهم خارج الوطن في رحلاتهم الخارجية الرسمية، والتي بقيت صدى في مذكرات وسجلات الزيارات بتلك الدول مما يدل على حنكتهم وبصيرتهم وفراستهم. فالكثير من الكتاب والباحثين في الشخصيات من خارج الوطن كتبوا عن ملوكنا وذكروا كثيرًا من صفاتهم وأقوالهم وأفعالهم الخالدة.
ولا يخفى على كل متابع لتاريخ كثير من الزعماء والملوك لدول العالم حيث نجدهم تركوا سجلاً حافلاً من الأقوال والأفعال سطرت لتاريخ بلدانهم، حيث ألفت الكثير من الكتب عنهم على مدى أكثر من قرن من الزمان.
إذًا نحن بأشد الحاجة لجمع ورصد أقوال وأفعال ملوكنا لنجسد فكرًا وحكمة وبصيرة وأفعالاً نابعة من فكر مجتمع عريق تجسد في تاريخ ملوكنا.
ومما يلفت النظر والبصيرة لكل مطلع وقارئ ومستمع لأقوال وأفعال ملوكنا نقول له إن هذا هو نهجهم الراسخ على طريق واحد ورثه الأبناء من الآباء والأجداد، حيث تركوا إرثًا تاريخيًا نابعًا من قيمهم وأخلاقهم الرفيعة، وهي جزء لا يتجزأ من عقيدتهم الإسلامية، وشخصياتهم وصفاتهم، ونحن لا ننسى كتابنا و علماءنا المختصين بالتاريخ المعاصر وجهودهم بالبحث والحديث عن بعض مآثر ملوكنا من أقوال وأفعال، وكذلك الدور الكبير الذي يقوم به أبناء ملوكنا وأحفادهم وجهودهم المستمرة في توثيق أقوال وأفعال ملوكنا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك البررة -رحمهم الله- إلى عهد ملكنا سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله بنصره- والذي وضع صفحات ذهبية وهي نابعة من حبه وعشقه لتاريخ ملوكنا وتاريخ نجد والجزيرة العربية على مدى عقود عدة، إذن نقول نحن بحاجة لموسوعة تاريخية شاملة لأقوال وأفعال ملوكنا البررة، وهي صفحات ذهبية من تاريخنا المعاصر، حيث لدينا مصادر عدة لهذه الموسوعة التاريخية، منها جامعاتنا العريقة وأساتذتها الكرام المختصون بالدراسات والأبحاث التاريخية المعاصرة وتاريخ ملوك هذه البلاد الطاهرة، ودور النشر التاريخية والمعنية بالشخصيات العامة والبارزة والتراث التاريخي المعاصر، وأخيرًا لا ننسى الدور الكبير الذي تقوم به دارة الملك عبد العزيز وحفظها للتراث الوطني على مدى أكثر من أربعة عقود (1392) سواء من داخل الوطن أو خارجه، وتوقيعها كثيرًا من الاتفاقيات والتعاون مع كثير من الدول العربية والأجنبية مما أثرى كثيرًا من الوثائق والمخطوطات لأرشيف الدارة حتى أصبحت الدارة جزءًا لا يتجزأ لحفظ تاريخ ملوكنا وتراثنا ومنبرًا ورمزًا ومعلمًا حضاريًا لبلادنا المباركة، فهل نرى تلك الموسوعة لتكون هي المصدر لحفظ تاريخ ملوكنا من أقوالهم وأفعالهم لأجل أجيالنا القادمة. وبالله التوفيق.