ساعد التطور الكبير لوسائل الاتصال عبر الإنترنت والتقنيات الحديثة في إطار الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية على تمكين المؤسسات المالية من توسيع نطاق الوصول بخدماتها المالية إلى الفئات غير المشمولة ماليًا سواءً من الأفراد أو المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وهو ما ساعد على خفض تكلفة تقديم الخدمات المالية وتحسين مستويات كفاءتها. ويشير مصطلح الشمول المالي الرقمي إلى القدرة على الوصول الرقمي للخدمات المالية الرسمية واستخدامها من قبل الغير مشمولين ماليًا.

من نظرة عالمية يتراوح عدد الأشخاص الذين لا يملكون حسابات مصرفية بـ1.7 مليار حول العالم من بينهم 1.1 مليار شخص لديهم هواتف محمولة وهو ما يمثِّل فرصة خاصة بالنسبة للبلدان النامية للاستفادة من التوسع في استخدام الهاتف المحمول في النفاذ إلى الخدمات المالية وبالتالي يساعدهم على إجراء المعاملات المصرفية والخدمات المالية بالإضافة إلى التخطيط المستقبلي ومنعه لهم من الصدمات الاقتصادية.

تشير العديد من الدراسات إلى العلاقة الموجبة بين الشمول الرقمي والأداء الاقتصادي، فمثلاً يمكن أن يساعد الشمول الرقمي على تعزيز الناتج الإجمالي العالمي بـ6 بالمئة وتحقيق مكاسب يبلغ مجموعها 3.7 تريليون بحلول عام 2025، لذلك نجد أن مجموعه دول العشرين قد حرصت على تحقيق النمو الاقتصادي العالمي الشمل وذلك من خلال تعزيز الخدمات المالية الرقمية، لما لها من دور فاعل في سد الفجوات المختلفة مثل فجوة النوع، والفجوة الرقمية، وتوزيع الدخل.

إلا أنه وفي حقيقة الأمر توجد العديد من التجارب الدولية الناجحة كالدول العربية والدول النامية الأخرى، والتي استطاعت مؤخرًا تحقيق كبيرة في مستويات الشمول الرقمي مثل «باكستان، المكسيك، تنزانيا، لبنان، الكويت، المغرب، الأردن».

وفي سياق متصل فقد صرح كبير الخبراء الاقتصاديين في ماستركارد لمنطقة آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا «ديفيد مان»: يمثِّل نمو الاقتصاد الرقمي مرحلة نضج للتجارة الإلكترونية، ونقطة تحول في سد الثغرة الرقمية، يشهد عالمنا مرحلة تعافي متعدِّد السرعات، لتفضيل التعاملات التي تتم بأقل قدر من التدخل البشري على تلك التي تتضمن عناية شخصية، تتمتع الشركات الصغيرة بأهمية كبيرة في اقتصادات المنطقة، وعند تمكينهم من قبول المدفوعات الرقمية، يمكننا ربط المزيد من الناس والمجتمعات بالحرية المالية وتحقيق الازدهار في نهاية المطاف.

** **

Hamedmadouh919@hotmail.com