إيمان حمود الشمري
هل التسول ظاهرة، أم احتياج مادي بسبب بعض الظروف الصعبة؟
ما الذي يجبر الإنسان على التسول، وما الذي أوصله إلى حد السؤال؟ حيث إراقة ماء الوجه والطلب من الآخرين ليس بالأمر الهين.
لا شك أن السبب الرئيسي للتسوّل هو سوء التخطيط للحياة وسوء إدارة الأموال، ويبدأ سوء التخطيط بعدم تنظيم إنجاب الأطفال في بيئة متوسطة الحال أو فقيرة، وتراكم الأطفال يعرضهم للإهمال من الجانب التربوي والتعليمي، وينشأ عن ذلك أحد أهم المشكلات الاجتماعية وهي الفقر. فتفشي الفقر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتفشي الجهل ويعتبر من الظواهر الخطيرة التي تفضي لظواهر أشد خطورة تصل حد السلوك الإجرامي. ونقف نحن حائرين أمام هؤلاء الأشخاص بمشاعر متضاربة بين التعاطف والإحساس بالحنق، بين حب المساعدة أو عدمه كي لا يعتمدون علينا، ولكن تبقى هذه الفئة تستحق الشفقة ومد يد العون لكونها فئة لعبت الظروف والمستوى التعليمي البسيط دوراً كبيراً في تدهور وضعهم المادي، بينما هناك فئات أخرى اعتادت التسول لا بسبب حاجة وإنما لأنه الطريق الأسهل للحصول على المال، حيث بدأت ظاهرة التسول لديهم باستسهال طلب الدين من الآخرين مما جعلهم يعتادون الطلب ويستسهلونه بدلاً من البحث عن فرص عمل رغم توافر مهن لا تتطلب تحصيلا علميا لأنها تعتمد على المجهود البدني، إلا أنهم يفضلون التسول كطريق أسهل للحصول على المال، ولست ضد العطاء طالما أن الشخص يعمل ويبذل مجهوداً فهو يستحق المساعدة. ويبقى البحث عن الأشخاص الذين يستحقون المساعدة والدعم أمرا مرهقا بالنسبة لنا، إلا أن الدولة سهلت هذا الأمر بإعطاء الصدقة لمن يستحق عبر المنصات الرسمية المعروفة، فمثلاً داخل المملكة يوجد منصة تبرع التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وبوابة زكاتي لهيئة الزكاة والدخل، ومنصة جود الإسكان لوزارة الإسكان، ومنصة فرجت التابعة لوزارة الداخلية لمحكومي الحقوق المالية والتي تتيح سداد الموقوفين في قضايا مالية، ومركز الملك سلمان للإغاثة لدعم المحتاجين خارج المملكة، إضافة إلى الحملات الخيرية الوطنية للأعمال الخيرية، وكل ذلك يتم تحت إشراف الجهات المسؤولة والدولة لوضع الصدقات والمساعدات للمستحقين في مكانها الصحيح، ولنا في ولاة أمورنا أسوة حسنة إذ قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مبلغ 20 مليون ريال لمنصة إحسان للحالات الأشد احتياجاً عبر المنصة، كما قدم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- تبرعاً سخياً بمبلغ 10 ملايين ريال للمنصة، مما يجعلك تقتدي بهم بدلاً من أن تعطي مالك لمن يتسولون ولا تعرف هل يحتاجنه أم لا، أوالتورط مع جماعات إرهابية لها توجهات ضد الدولة والإنسانية والدين، كل هذه المنصات تحميك لوضع مالك في المكان الصحيح لمد يد العون والمساعدة دون إلحاق الضرر بك أو بوطنك، فانتبه لمن تعطي مالك قد تتعرض للمساءلة وتضع نفسك على المحك بسبب دعم الأشخاص الخطأ.