أبها - واس:
«أبو تالا» أحد سكان أبها بدأ قبل خمس سنوات وحيدا يتجول في مدينة أبها بسيارته يبيع كميات قليلة من الأسماك الطازجة التي يجلبها من حراج الأسماك في مركز» عمق» على ساحل البحر الأحمر، متأملا في أن الفارق السعري الضئيل بين البيع والشراء يساعده في زيادة الدخل وتوفير متطلبات العيش الكريم.
ويسرد علي بن عبدالرحمن عسيري المعروف بـ» أبو تالا» قصة كفاحه وإصراره على دخول سوق السمك وتكوين اسم تجاري، ويقول لوكالة الأنباء السعودية التي التقته في محله لبيع الأسماك بمدينة أبها: « في البداية يجب أن نعرف أن مهنة بيع السمك من المهن التي تحتاج إلى صبر طويل جدا وقدرة على تحمل جميع الظروف الجوية من حرارة وبرودة وضغوط لا يدركها إلا من عاشها، لكن حبي للبحر والسمك ومشاهدتي لحركة البيع والشراء في هذا السوق الحيوي حفزني لجلب كمية من تلك الأسماك وبيعها في أبها وما حولها».
وواجه «عسيري» في بداية عمله في هذا المجال إحباطات كثيرة وتشكيكا واسعا حول جدوى ما يقوم به، ومع ذلك لم يستسلم للأمر وكان يخسر أحيانا ويربح أحيانا ربحا ضئيلا، لكن كان رهانه على جودة السمك الذي يجلبه طازجا من سواحل منطقة عسير، وهو ما كوّن له سمعة جيدة بين الأهالي الذين أصبح بعضهم يحجز طلبه من أيام.
وعن تحوله من العمل الفردي إلى العمل المؤسسي أو فريق العمل، بين أنه بعد أن عمل أكثر من سنة لوحده، قام بدعوة بعض أقاربه من الشباب المتحمسين للعمل، فشكلوا فريقا موحدا يقوم بكل أعمال جلب السمك وتقطيعه وتنظيفه ثم شيه في التنور «الميفا» التقليدي الذي تشعل ناره بالحطب.
وأوضح أن بداية العمل الفعلي للفريق كانت على جنبات الطرق وفي بعض الأراضي التي تم التفاهم مع أصحابها وحصلوا على التشجيع من بعضهم، وبدأ عمل «أبو تالا» وفريقه المكون من 5 أفراد مقتصرا على أيام الإجازات الأسبوعية، ثم مع تزايد الإقبال على منتجهم انتقل العمل إلى المرحلة الأهم وهي فتح محل في قلب السوق الجديد للسمك بأبها، مع المحافظة على طريقة تقديم السمك المشوي في «الميفا» التقليدي وهو السر في الإقبال الكثيف على المحل كما يؤكد الكثير من مرتاديه.
وخلال 3 سنوات توسع عمل «أبو تالا» ليصبح أحد موزعي الأسماك من سواحل عمق والبرك والقنفذة إلى مدينة جدة وغيرها من المدن.
وعن أبرز العقبات التي تواجه الشاب السعودي في هذا المجال بين أن أبرز عقبة صيد اليوم الواحد الكميات المستوردة التي تغزو الأسواق بكميات كبيرة وجودة منخفضة، مفيدًا أن من أبرز أهدافه الحالية نشر الوعي بين أفراد المجتمع في ما يخص أنواع الأسماك وجودتها.
وبين أن أسعار وأنواع الأسماك التي يعرضها لزبائنه تتفاوت في الإقبال، ومن أبرز الأنواع التي تشهد إقبالًا كبيرًا الناجل والطرباني والهامور الذي يتكون من 17 نوعًا إضافة إلى البياض والضيرك.
ولم يقتصر الأمر على إعداد وبيع وجبات الأسماك بواسطة «أبي تالا» وفريقه بل تم إشراك أفراد العائلة من السيدات في إعداد الخبز والأرز بأنواعه والسلطات الخاصة، مؤكدًا أن هذه الخطوة أتت لضمان الإشراف المباشر والتأكد من جودة المنتج.