رجاء العتيبي
يبدو أن ثمة اتفاق للسنة الخامسة على التوالي، بأن دراما رمضان لم تصل إلى تطلعات المشاهدين، نلمح ذلك في قنوات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، هناك تبرم واسع النطاق، وانتقادات حادة، وهاشتاقات نشطة، ولا نعلم إلى أين يقودنا ذلك، هل يقود إلى تطور درامي تبعاً للوعي المشاهد، أم إلى استمرار الأزمة، وتكرار أنفسنا.
على كثرة انتقادات العام الماضي، لم يتعدل شيء، ولم تنصلح حال الدراما، ما زال الوضع على ما هو عليه، ففي كل سنة تقذف لنا القنوات الفضائية بأعمال درامية مكررة، يقابلها وبشكل مكرر استياء عام، ولا أمل يلوح في الأفق. وهذا بات موالاً لم ينقطع.
يبدو أن ذلك يتقاطع من الظاهرة الفنية السائدة، التي لم تنضج بعد، فالأعمال الدرامية، هي انعكاس لتلك الظاهرة الفنية السائدة، وهي ظاهرة متواضعة فنياً، لا يمكن أن تنتج لنا أعمالاً متميزة وفقاً لشرط الموهبة.
وما دام المعلن يضخ الملايين، فمن غير المتوقع تعديل الحال، فكل شيء يتم في اللحظات الأخيرة، فيفسد العمل الدرامي، لأنه يحتاج إلى 7 شهور إعداد وتصوير على أقل تقدير، والمعلن لا يدفع إلا في اللحظات الأخيرة هو الآخر، والموافقات لا تأتي إلا في اللحظات الأخيرة، فتخرج أعمالاً غير ناضجة، لأن المدخلات لم تكن كذلك.
يبدو أن الأمر يحتاج إلى إنتاج درامي مستمر، ومتنوع، بغض النظر عن الجودة، وربما بعد أجيال نحصد النجاح، فلا يمكن أن تحل المشكلة بنفس العقول التي أوجدتها، وطالما حصلنا على مشاهد واعٍ، لديه حساسية فنية عالية، فهذا يؤكد الحال مآلها للتحسن بعد أجيال، فالمشاهد الواعي اليوم، لم يكن موجوداً في زمن مضى، الأمر الذي يجعلنا متفائلين بالدراما المحلية أنها يوماً ما ستصل للحال المنشودة.
الذي أوجد مشاهد واعٍ يستطيع أن يميز بين العث والسمين بعد سنوات، يمكن أن يوجد المنتج والممثل والمخرج والكاتب الواعون، قد يستغرق ذلك وقتاً أسوة بتطور وعي المشاهد، ولكن لا بأس، من أجل الدراما ننتظر، فالجهود التي يبذلها المخلصون في هذا المجال، كفيل بأن يكون لها دور في أعمال أكثر إشراقاً بعيداً عن التفاهات.