أحمد المغلوث
الخير يقود للخير والبركة والعطاء، والإحسان للغير سمة من سمات التكافل والصدقة ذات الآثار الطيّبة والمباركة التي تساهم بطريقة غير مباشرة في التخفيف من حدة الفقر إن وجدت في مجتمع ما. إن الأحساء أشبه ما يكون بالماء قليله يعيد الحياة للأرض العطشى والتربة الجافة وشمس بلادنا ومن خلال إشراقتها الدائمة بالعطاء صباح مساء في الداخل والخارج من هنا ينتشر الخير ويتسع من خلال الجمعيات الخيرية المختلفة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها وحتى مدنها، إضافة إلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي بات رائدًا ومتميزًا في الإغاثة وأعمال الخير والمساعدات للمجتمعات المتضرِّرة على المستوى العالم. ومن هنا أيضاً وفي رمضان الخير والإحسان بدأت الحملة الوطنية ومن خلال العمل الخيري عبر منصة «إحسان» هذه الحملة المباركة التي تؤكد على اهتمام المواطن على التقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ من خلال هذه المشاركة الفاعلة في العطاء والإحسان وخصوصاً أن التبرع باب واسع ومفتوح على مصراعيه على الدوام وعلى مرور الأيام ومن خلال منصة «إحسان» كم هي رائعة مملكتنا مملكة الخير والإحسان، والتي بات اسمها يتردد على كل لسان، مما أوجد في قلوب البعض من الحاقدين والحاسدين، فراحوا يحقدون عليها. ولكن كل يوم تثبت مملكتنا أنها فوق فوق، وتؤكد أن اليد العليا (اليد المعطاءة) خير ألف مرة من اليد السفلى.. فها هي الحملة في هذا الشهر الكريم تحقق أهدافها بمباركة وعطاء قيادتنا الحكيمة.. ومن خلال هذا العطاء والإحسان يكبر ويتوهج الخير ويكاد يلامس السماء.. والمتابع خلال العقود الماضية نشاطات وفعاليات الحملات الخيرية الرمضانية يكتشف حجم عطاءات الوطن ومواطنيه في مجالات الخير، وجميعنا يعلم حق العلم ماذا يعني الإحسان لأي مجتمع ما، فأعمال الخير من أفضل الأعمال التي يقوم بها كل مواطن في مختلف المجتمعات.. فالجمعيات الخيرية تساهم بفاعلية في تقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء والمتعففين.. ولله الحمد والمنَّة أن الجمعيات الخيرية وتبرعات المحسنين تتنامى يوماً بعد يوم. ليثبت الوطن ومواطنيه الأخيار أنهم دائماً على استعداد للعطاء والفعل الخيري. نعم يجمعهم بحب فعل الخير للغير والذي هو الدافع وراء العطاء والإصرار لتقديم التبرعات كل عام بعشرات الملايين.. والإحسان كما تعلّمنا منذ الصغر أنه ثمرة عظيمة تساهم في خدمة المجتمع وأفراده وتزيدن الألفة والمحبة بينهم. فمن أين يأتي هذا كله إلا من خلال اهتمام المسلم ومحبته للخير والصدقة طلباً في رضاء الله عزَّ وجلَّ. لذلك نجد أن الإحسان لمن يقدّمه ولمن يحتاجه مطلبًا إسلاميًا واجتماعيًا ووطنيًا. والمثير للدهشة والتقدير أن الإنسان المحسن يكون الله دائماً معه ويعوِّضه ما قدَّمه من عطاء وذلك، لأن الله سبحانه يقف خلفه ومن كان معه وخلفه فهو بخير.. وكل ما يقدّمه المحسن من عطاء وصدقة إنما يقدم على ذلك تحقيقاً للأهداف السامية والدينية؛ لذلك يتواصل الخير في مملكتنا يوماً بعد يوم ببركة الله ثم قيادة الوطن. ليلتقي الجميع في نقطة كبيرة وواسعة هي «الإحسان»، حيث يتطلع إليها الجميع بحب وإكبار وتقدير كبيرين.