عبدالله عبدالرحمن الغيهب
هاهو شهر الصوم بدأ ينشر أشرعته هنا وهناك استعداداً لبداية تعبدية لا تتكرر في أي شهر آخر، صيام وقيام وصدقات وتفطير صائمين وصلة أرحام، نعم أجواء روحانية حيث المساجد عامرة بالمصلين تراهم في منظر بهي شيق وجميل يسبحون ويهللون ويتلون القرآن بخشوع وطمأنينة، في هذا الشهر الكريم تحشد الجهود وتجود النفوس وتزكوا طلباً لرضى الله ومغفرته، فالمساجد منذ بداية شهر شعبان وهي في عمل دائب لتهيئتها للمصلين وجعلها في أحسن صورها فرشاً وتبريداً ونظافة، ففي مدينة شقراء رأيت الاستعدادات على قدم وساق لتغطية جوامع ومساجد المحافظة وتجهيزها ولأن كانت دور العبادة محل اهتمام دائم من الجميع مسؤولين ومواطنين، إلا أن اللافت للمتابع الفرحة والبهجة على الوجوه للسماح بإقامة صلاة التراويح هذا العام في المساجد وقد لا تكتمل الصورة الرمضانية بسبب كورونا مثل ما هو معهود في الأعوام الماضية من تقديم للإفطار لعابري الطريق والمغتربين إذ كانت الموائد تقدم في الساحات بما في ذلك وجبة العشاء كما يفعل آل الجميح في مدينة شقراء وكثير من الأسر الشقراوية التي تحرص كل عام على خدمة الصائمين مواطنين ومقيمين. هذا التكافل الاجتماعي يتجلى في كل مناطق المملكة، فالمسلمون دائماً وأبداً في مواسم الخير تجدهم في سباق لتقديم الطعام والتعاطف مع الفقراء، فالحسنات تضاعف هذا عدا ما يتم صرفه للمحتاجين من أموال نسأل الله أن يبلغنا رمضان كما نسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام وجميع المسلمين.