د.عصام حمزة بخش
مكة هي بلد الله الحرام، البلد المقدس والأرض المباركة، التي كرمها الله بأن جعل بها بيته وكعبته المشرفة، التي تشد إليها الرحال من شتى بقاع الأرض لأداء الحج والعمرة.
مكة هي أرض الأمن والأمان، مَن دخلها كان آمنًا، وهي حرم الله التي تتضاعف فيها الحسنات، وتحط السيئات، هي البلدة التي وُلد بها سيد الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، التي رعته واحتضنته.
مكة هي البلدة الطاهرة التي تهوي إليها الأفئدة والنفوس، هي منارة الإيمان ومنطلق رسالة السماء التي شع نورها إلى جميع بقاع العالم بالدين الإسلامي.
فهنيئًا لمن زارها وأكمل حجه واعتماره، وتلذذ ببقاعها، وارتوى من مائها.. وهنيئًا لكم ساكني مكة والقاطنين بها على ما أكرمكم المولى -عز وجل- من مضاعفة الحسنات، بجل ما تقدمون من عمل وخير فهو مضاعف لكم أضعافًا كثيرة بإذن الله.
ومن جراء هذه الجائحة التي تمر ببلادنا عليكم جميعًا الوقوف بجانب المقتضيات والإجراءات التي صدرت من قِبل وزارة الداخلية، والتدابير الوقائية لمواجهة ومنع انتشار فيروس كورونا، ولضمان الالتزام بتطبيق التنظيم الوقائي المعتمد لأداء العمرة والصلاة بما يتواءم مع الطاقة التشغيلية الآمنة التي حددت في المواقع كافة بالحرم الشريف وساحاته، فقد تقرر تطبيق مخالفة بحق من يضبط قادمًا لأداء العمرة دون الحصول على تصريح بغرامة مالية مقدارها عشرة آلاف ريال، وتغريم من يحاول دخول الحرم لأداء الصلاة بغرامة مالية مقدارها ألف ريال، وذلك حتى نهاية الجائحة وعودة الحياة لطبيعتها.
فيا أهل مكة أكرمكم المولى بالسكن والأنس بها، وضاعف لكم الأجر والمثوبة في حدها، فاغنموا هذا الفضل العظيم، وهذه مساجد الله منتشرة بين أحيائها، فعمِّروها بالصلاة والدعاء في هذا الشهر الفضيل، بأن يذهب ربي عنا هذا الداء، ويصرف الوباء، ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال؛ لنعود مجبورين كما كنا بأمان بيت الله الحرام.