حاوره - ماجد البريكان:
بخبرة تتجاوز 30 عاماً، يرى الإعلامي الكويتي البارز محمد الملا أن الإعلام الخليجي طور من أدواته ونجح في أن يكون مؤثراً في محيطه إلى درجة تجعل منه مبعثاً للفخر، مشدداً على أن الإعلام السعودي تحديداً نجح في تصدر المشهد الإعلامي في المنطقة من خلال قنواته الفضائية ومغرديه المؤثرين، ورغم هذا المديح، إلا أن الملا يؤكد أن الإعلام الخليجي في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد خطابه وتدريب إعلامييه لمواجهة القنوات المأجورة والتصدي للشائعات والأكاذيب.
الملا الذي حل ضيفاً في ديوانية «الجزيرة الرمضانية»، تناول الشأن الكويتي بنوع من التفصيل، وأعلن صراحة أن مجلس الأمة ليس فيه معارضة حقيقية، وإنما ممثلين بدرجة نواب، يؤدون أدواراً سياسية طمعاً في التربح السياسي، مؤكداً أنه سيدخل المجلس إذا ما شعر أنه قادر على خدمة البلاد.
وكان لافتاً في الحوار تأكيد الملا أن مشاهير السوشيال ميديا ظاهرة في طريقها للزوال، محذراً من الإعلاميين غير الوطنيين في القنوات الخليجية، وقال عنهم إنهم قد يصبحون خنجراً في الظهور إذا ما تركوا العمل في هذه القنوات.. ومن هنا كانت بداية الحوار..
* بداية أرحب بك في «ديوانية الجزيرة الرمضانية» ولتكن انطلاقة حوارنا من تقييمك للإعلام الخليجي في الآونة الأخيرة؟
- اليوم الإعلام الخليجي بكل أنواعه من صحف ومنصات تواصل اجتماعي ومحطات فضائية وإذاعية يتصدر المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط، والإعلام السعودي تحديداً من خلال محطاته التلفزيونية الخاصة، وبعض المغردين المؤثرين، يقود المشهد الإعلامي في المنطقة العربية، ويعتبر هذا إنجازاً نفخر به نحن العرب.
* بالنظر إلى الأوضاع في المنطقة العربية.. هل نحن في حاجة إلى توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي؟
- بالتأكيد، فنحن نحتاج إلى توحيد الخطاب الإعلامي لمواجهة الشائعات وبعض القنوات المأجورة التي تنشر الشائعات والأكاذيب، وتستهدف أمن أوطاننا الخليجية، مما يتطلب رؤية إستراتيجية إعلامية موحدة لمواجهة الإعلام المأجور والموجه.
مجلس إعلامي
* هل تتفق مع من يطالبون بتفعيل مجلس إعلامي خليجي يضم كبار الإعلاميين في دول الخليج؟
- لا أبالغ إذا أكدت أنه كان من المفترض إنشاء مجلس إعلامي خليجي منذ فترة طويلة، واختيار وتدريب الإعلاميين الخليجيين المتميزين، مع وضع إستراتيجية إعلامية تهدف إلى تطوير الإعلام في المنطقة، خاصة إذا أدركنا أن الإعلام أصبح أهم سلاح لمواجهة تدخلات الدول في شؤوننا من باب تنفيذ أجندات خارجية مشبوهة تستهدف شبابنا، بهدف تحويلهم إلى متطرفين فكرياً أو أداة للقتل والتفجير، ويعتبر الإعلام من ضمن أسلحة القوة الناعمة للدول المتقدمة.
* تتحدث عن أهمية الإعلام ودوره المحوري.. ولكن ما هي نقاط الخلل أو الضعف فيه؟
- الخلل يتجسد في عدم تدريب الكوادر الإعلامية الوطنية، وعدم توحيد الخطاب الإعلامي، خاصة بين الإعلام الخاص والإعلام الحكومي في دول الخليج، والدليل على ذلك أن قناة «الجزيرة» أضرت بدول الخليج كثيراً، وأصبحت أداة هدم وليست أداة إعلامية تساعد الإعلام الخليجي على تطوير أدواته.
تنسيق إعلامي
* ما هي أبرز الإشكاليات التي يواجهها الإعلامي الخليجي؟
- أبرز الإشكاليات عدم وجود تنسيق إعلامي بين الدول الخليجية، كما لا توجد مؤسسة ترعاهم وتجمعهم، فضلاً عن عدم الاهتمام بتدريب الكوادر الإعلامية الوطنية الخليجية، وللأسف بعض الإعلاميين غير الخليجيين هم من يستفيدون من الظهور في قنواتنا الإعلامية، فيصبحون أصدقاءً لنا، ولكن عندما ينتقلون إلى قنوات أخرى، يصبحون خنجراً في ظهورنا.
* دعنا ننتقل إلى مشاهير «السوشيال ميديا».. كيف تراهم وكيف تُقيم تأثيرهم في الساحة؟
- مشاهير السوشيال ميديا ظاهرة ستنتهي مع الزمن، بعض المشاهير استفادوا مادياً، وهناك من شارك في قضايا غسيل أموال، وبدأت هذه الآفة تنتهي، والبعض الآخر كانوا يستهدفون المراهقين والمراهقات.
وحتى أكون دقيقاً، هذه الظاهرة ساهمت في بعض الأحيان في نشر الانحلال الأخلاقي بين الشباب، والحقيقة أنهم لا يمثلون الإعلام الخليجي أو العربي.
الإخوان المسلمون
* في برامجك حذرت كثيراً وعلى مدى فترة طويلة، من جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة عامة وفي الكويت تحديداً.. هل واجهتك مضايقات داخل الكويت من هذه الجماعة؟
- جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الله أو أي جماعة أخرى تحمل الفكر المتطرف، أخذت على عاتقي مواجهتها ومحاربة فكرهم، وكشف أكاذيبهم أمام الجميع، وهذا ما فعلته في برامجي، أما فيما يخص مضايقاتهم، فإن حساباتهم الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي تستهدفني يومياً للإساءة لي ولأسرتي، ولكنني تصديت لهم، وهذا دليل على النجاح في كشف مخططاتهم، وأتذكر أنه وصلتني رسالة تهديد من تنظيم داعش بالقتل، وأيضاً من أحد أعضاء حزب الله في لبنان، ولكن الله خير حافظ.
* نسمع ونشاهد بين الحين والآخر نواب المعارضة الكويتية يصفون الإعلام الذي لا ينساق مع فكرهم بأنه فاسد.. كيف تعلق على ذلك الوصف؟
- لا يوجد لدينا نواب معارضة، ولكن البعض منهم تابعون لبعض المتنفذين، يؤدون تمثيليات سياسية من أجل التكسب السياسي، والمعارضة الحقيقية كانت موجودة في عقدي الستينات والسبعينات، وكانت هذه المعارضة تعمل من أجل بناء وطن ومحاربة الفساد، واليوم البعض منهم هم نواب اعتراض سياسي لتنفيع غيرهم، ولذلك هم لا يؤمنون بالرأي والرأي الآخر.
الإعلام الكويتي
* نبقى في دور الإعلام الكويتي الذي يرى البعض أنه سبب تأزيم الشأن الداخلي.. كيف ترد على أصحاب هذا الرأي؟
- لوسائل الإعلام دورها في كشف الحقائق والهدف مصلحة الوطن والمواطن.
* في رأيك.. هل الجمعيات الإعلامية والملتقيات التي تقام جديرة بإيصال وجهة النظر الخليجية للعالم قاطبة؟
- للأسف، فشلت كل الجمعيات الإعلامية والملتقيات في إيصال وجهة النظر الخليجية للعالم، باستثناء منتدى الإعلام العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الأستاذة منى غانم المري رئيس نادي دبي للصحافة، هذا المنتدى أصبح مؤثراً في منطقتنا العربية، وهناك أيضاً منتدى الشارقة للتواصل الحكومي، وأستطيع التأكيد على أن الإمارات اليوم هي سباقة في احتضان المنتديات الإعلامية المؤثرة عالمياً.
* نشاهد كثيراً من الإعلاميين الكويتيين يترشحون لانتخابات مجلس الأمة.. هل من الممكن أن نشاهد محمد الملا نائباً تحت قبة المجلس؟
- هذه الفكرة تدور في خلدي منذ فترة طويلة، وعندما أجد نفسي قادراً على خدمة وطني، لن أتردد في ترشيح نفسي نائباً في مجلس الأمة.
الإعلام الكويتي تائه
* شخَّص لي واقع الإعلام الكويتي بإيجاز؟
- الإعلام الكويتي تائه، وبعض منصات التواصل الاجتماعي تدار من غير الكويتيين، وهذا يشكل خطورة على الأمن الكويتي، ولا يوجد أي تكريم للإعلاميين والأدباء، ما يتطلب من وزارة الإعلام الكويتية وضع رؤية وإستراتيجية واضحة للإعلام الكويتي.
* مع ظهور وسائل الإعلام الجديد، وتحديداً منصة «تويتر»، بماذا تنصح المؤسسات الصحافية الخليجية في التعامل مع الإعلام الجديد؟
- يجب على كل المؤسسات الصحافية الخليجية إنشاء حسابات إعلامية لها في «تويتر» وكل منصات التواصل الاجتماعي، ففي هذا إفادة نوعية في معرفة الكثير من التفاصيل.
* هل الإعلام الخليجي يمر بأزمة عدم الثقة من المواطن الخليجي؟ وإذا كانت الإجابة بـ»نعم» فما هي مسببات ذلك؟
- لا توجد أزمة عدم ثقة بين الإعلام والمواطن، حيث تطور الإعلام الخليجي في السنوات الماضية وتغير أسلوب الطرح الإعلامي، وأصبحت هناك ثقة كبيرة بين المواطن والإعلام الخاص وليس الحكومي.
* أخيراً أشكرك على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء.. وهل من كلمة أخيرة؟
- أشكر ديوانية الجزيرة الرمضانية على هذا اللقاء، وأتمنى لكم كل التوفيق.