- إلى قبل خمس سنوات مضت وعلى مدى (20) سنة قبلها، كانت أمانة منطقة الرياض ممثلة في الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية وفي مثل هذا الأسبوع الأول من رمضان المبارك، تعطي الضوء الأخضر للعديد من المنتجين المسرحيين لبدء التدريبات استعداداً لعرض مسرحياتهم في ليالي عيد الفطر المبارك، ففي عام 1422 هـ بدأت انطلاقة مسرح الأمانة في العيد بمسرحية واحدة (الضربة القاضية) تأليف وإخراج صالح الزير وتمثيل فايز المالكي وحبيب الحبيب وعبدالعزيز الفريحي، وكانت الفكرة والمبادرة (مسرح العيد) من سمو أمين الأمانة آنذاك الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف، الذي ما زال المسرحيون يذكرونه بالخير إلى يومنا هذا، وقد تصدى لتنفيذ الفكرة والمبادرة المهندس بدر البديوي مدير عام الخدمات الاجتماعية سابقاً، والذي أرسى قواعد وانطلاقة هذا المسرح الترفيهي محققاً بعروضه نجاحاً جماهيرياً فاق التوقعات، أعقب البديوي المهندس خالد عطية والذي تولى إدارة الخدمات الاجتماعية، فتوسع في عدد العروض وصلت إلى العدد 20 مسرحية، للكبار والصغار ومسرح نسائي، فزاد نجاح مسرح الأمانة مبرزاً بذلك العديد من المبدعين الفنانين السعوديين في التأليف والإخراج والتمثيل وكافة عناصر العرض المسرحي، كان الغرض من هذا النوع من المسرح لدى المسئولين بالأمانة هو تعزيز البعد الإنساني والفني الترفيهي لدى الناس، لكي يصبح المجتمع مفعماً بالحياة من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تلبي رغبات فئات المجتمع المختلفة، وقد بذلت الأمانة جهداً وأموالاً لدعم حراك المسرح السعودي، الأمر الذي أدهش المتلقين وهم يتساءلون ما العلاقة بين الأمانة والمسرح ؟ لكن جواب الدهشة هو واقع إنساني عززت به الأمانة البعد الاجتماعي لمدينة الرياض وساكنيها، حتى صار حراكاً ترفيهياً بالدرجة الأولى، والملفت للنظر حضور أفراد المجتمع أكثر من المهتمين بالمسرح، ولم يقتصر مسرح الأمانة على عروضه بالعيد، بل زاد في فترة المهندس خالد عطية على مدار العام في إطار مسمى برنامج الأمانة السنوي للفعاليات، شاملاً عيد الفطر واليوم الوطني وإجازة منتصف العام الدراسي وإجازات نهاية الأسبوع، وقد بلغت ذروة العروض المسرحية متمثلة في مسرحية (مناحي والملايين) تأليف / مشعل الرَشيد وإخراج صالح العلياني، بطولة فايز المالكي وعبدالمحسن النمر وطارق الحربي ومجموعة من الممثلين الشباب، حيث وصل عدد حضور العرض الخاص لهابمركز الملك فهد ( الأربعاء 10 / 10 / 1427 هـ الموافق 1 / 11 / 2006 م ) إلى ( 3000 ) متفرج كرقم لم تصل إليه أي مسرحية سعودية في عرض واحد، الأمر الذي بدأ معها المجتمع يتنامى معه الشعور بأهمية تلك الفعاليات والبرامج الإنسانية التي من بينها برنامج المسرح، حيث ركزت تلك البرامج على تعميق العلاقة بين المجتمع والأفراد، وتشجيع الأسرة على التفاعل الاجتماعي الذي يثري معاني التواصل الاجتماعي، فكان لمسرح الأمانة جذب وحضور جماهير في زمن غياب الجهات المختصة بالمسرح كجمعية الثقافة والفنون ! والآن وفي الخمس السنوات الأخيرة، تضاءلت عروض مسرح الأمانة تدريجياً، ويبدو في الأفق أنه وكما بدأ مسرح العيد، سوف ينتهي أو انتهى بـ(الضربة القاضية) والله أعلم.
** **
- مشعل الرَشيد