ضلَّ المكانُ فأعطى ياءَهُ ألِفَهْ
وعمَّ داجٍ فأحْنَى للونى كَتِفَهْ
ما كنتُ أحسبُ أنْ أحيا إلى زمنٍ
تأبى الصُّدورُ فيُغري صَدْرُه طَرَفَهْ
كأنَّ لا أَنِفاً- يسمو المكانُ به
يبدو بهذي الدُّنى أضحى- ولا أَنِفةْ
للزِّيفِ والحيفِ أقدامٌ مهرولةٌ
لجوقةٍ للدَّنايا جدُّ مُنصرفةْ!
يبدون للنَّاسِ أخياراً وهمْ- زلَلاً-
نفوسُ شرٍّ لفِعلِ السُّوء مُقترفَهْ
يرون لا شهرةً إلا إذا حبكوا
إفكاً ولا أسوةً إلا بمنحرفةْ
أزراهمُ الحقدُ حتَّى صار منطقُهمْ
يؤذي الزَّكيَّ لترقى في الدُّنى جِيَفَةْ
لهم سَلالِمُ مجدٍ للهبوطِ وهمْ
يرونها لسموٍّ وهي منكَشِفةْ
أمَّا الأنا فهيَ تاجٌ في تقوُّلِهم
لكنَّها برواةِ الصِّدقِ [مُنحذفةْ]
طبائعٌ ورثوها عن أسافلِهمْ
أمْ أنهمْ أحدثوها غيرَ منكسِفَةْ؟؟
إذا بدا الحسنُ في أنظارهمْ كقذى
وإن بدا القبحُ دون البدرِ لن تصفَهْ
ليس الفضائلُ- في مفهومهم- قيماً
بل الدَّنايا فكم أخزى بها شرَفَهْ!
فكمْ نفوسٍ بدربِ الفحشِ ماشيةٍ
وكم نفوسٍ بسوء القصدِ ملتحِفةْ
وغامسٍ أنْفَهُ في ما زكا وصفا
لكي يلوِّثَه من ما يدسُّ سَفَهْ
يلاحقُ الخير ما للخيرِ منجذبٌ
بل يتبعُ الخيرَ كي يُرمَى عليه تَفَهْ
سوء النَّوايا التي يسعى به خرَقاً
كشاحبِ الوجهِ لم يجهلْه من عرفَهْ
يهدُّ مجداً بفأس الحمقِ مفتخرأ
شيئاً فشيئاً إلى يبقى بغير صفةْ
أقول هذا: وللآتي به نَجَسٌ
إن لم يتبْ من لقافاتٍ له خَرِفَهْ
إذا تمادى سيُجزى في غدٍ ويرى
من النِّهاية ما تُردي به صلفَهْ
لا بارك الله في الأشرار أجْمعِهمْ
ولا اعتلى من رمى ضدَّ الهدى هَدفَهْ
** **
- منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com