يلتحف الخوف تفكيري، ويستبيح مشاعري. قدماي لا تستطيع المضي قدمًا. أجلس على الكرسي المخصص لي، أقلب نظري بين تلك الوجوه الشاحبة والعيون الشاخصة. أتساءل في نفسي من عليها الدور لتعتلي خشبة المسرح؟ تستعد امرأة فارعة الطول، تتوشح ثيابًا بيضاء، تجهز أوراقها، تبدأ في القراءة، تحرك يديها يمنة ويسرة، أهي قراءة صامتة؟ أم تتدرب على الكلام؟ الكل يصفق لا أدري لماذا يصفقون؟ هل فقدتُ السمع؟ وفجأة يرمقني المقدم بنظرة كأنه يطلب مني الاستعداد للصعود على المسرح، وما إن هممت بالصعود حتى تطايرت أوراقي، تناثرت كلماتها، حاولت أن ألملم تلك الحروف المتطايرة وأربط بينها لأكوّن الكلمات والجمل التي سأقولها، لكن باءت محاولاتي بالفشل، شعرت بالسقوط إلى القاع ودنو أجلي، قرأت ذلك في وجوه الحاضرين واستبشارهم بسقوطي، استجمعت قواي، نظرت إلى نفسي، أقصيتهم من تفكيري، رفعت رأسي، نظرت إلى تلك الوجوه التي غابت ملامحها عن ناظري، وتبدلت إلى صورتي؛ عندها انطلق لساني، وعادت لي كلماتي، لم يمنعني الهتاف من التوقف. واصلت مسيري وكنت أنا.
** **
- مزينة يحيى معوضة مشاري
myrar2014@gmail.com