في «95» ص من القطع المتوسط، وفي طباعة وإخراج يليقان بمحتواه الشعري، أهدى إلى المربي الفاضل الشاعر الدكتور: سالم بن رزيق بن عوض ديوانه الـ((15)) الجديد المرسوم بـ»نهر المحبين»، ويحتوى على «20» قصيدة من الشعر المقفى الموزون ليضيفه إلى دواوينه الـ»14» الصادرة فيما مضى، وإلى مؤلفيه النثريين - الشعراء هؤلاء والخضر عليه السلام بين الأسطورة والحقيقة.
والشاعر غني عن التعريف، شهرته ومكانته الشعرية بين الشعراء والنقاد على المستوى المحلي والعربي غنية عن التعريف، وأشرُف أنني من أوائل من قرأ شعره مطبوعاً ومسموعاً ومرئياً ومنشوراً.
ولا أبالغ إذا قلت إن الشاعر يمتاز في مسيرته الشعرية بالالتزام في رؤاه الشعرية والفكرية فليس لرؤاه نصيب الغزل المكشوف ولا في الهجاء الخارج عن المألوف ولا في أسلوب التطرف الممجوج، فيراعه الشعري يتسم بالنزاهة والوقار والعفة والأحاسيس المرهفة في أخيلته وعاطفته وأسلوبه ورؤاه.
والتزام الشاعر هنا في شعره لم يفقده العواطف والجماليات البديعة فقد اتجه إلى المشاعر الجياشة والوجدانيات المرهفة، والوطنيات الصادقة
والموالاة الأصيلة، بعيدًا عن النظم الخالي من مقومات الجذب والإبداع والأخّاذ!
وفي قصيدة ((نهر المحبين)) المرسوم الديوان باسمها ما يوحي لنا بنهج المعطيات الإبداعية إحساساً وعاطفة التي جعل منها الشاعر رمزاً للجمال والبراءة والعفة فخلع عليها حللاً من الأوصاف التي تليق بها (شكلاً ومضموناً) فكانت بالفعل نهراً سلسبيلاً يعب منه كل ظامئ وعاشق لمشاعر الحب الطاهر العفيف.
نص:
حنانيك يا دنيا فما زال عاشقاً لماها
له فيها فؤاد مرقرقُ
يذوب الجمال العذب في سحر حسنها
وفي بحر عينيها شعاع محلقُ
وفي جيدها دنيا من الفن لونه
جمال وفي الخدين ورد يصفقُ
وفي قدها ظبي كريم مؤنّس
يروح على فيض الرياض ويعشقُ
ويجري نسيم في الشفاه منمنم
له في الورى نهج ووهج ومنطقُ
خاتمة:
ديوان «نهر الحب» يمثل أنهراً تفيض بالمعاني السامية والأحاسيس المرهفة، يظل يرتوي من معينه العذب كل ظامئ يتوق للمعاني الحالمة والمناحي الجاذبة. شاكراً لأخي الشاعر جميل إهدائه، ونبل مشاعره، وصدق إلهامه، وفي قادم الأيام إن شاء الله ما يجعلنا نحتفي باستقبال وليد جديد من إبداعاته ووجداناته الشجية في عالم الشعر الرصين.
** **
- علي خضران القرني
Ali.kodran7007@gmail.com