د.شامان حامد
كثير من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، فيا باغي الخير أقبل أقبل.. ويا باغي الشر أقصر.. أقصر.. أقصر.. فإن إدراك رمضان من أجل النعم، لا اللهو ولا عبث بما أعطاك الله من نعم أوجب عليك حفظها، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب، وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً، وكم امتلأت المقابر بموتانا كُنا نُحبهم ونودهم ونتمنى حياتهم، بعدما باعد بين حياتهم التي نالوا منها خيرها وشرها، وباء طاعن ما زال يرمي بسهامه حاصداً أرواحاً قاربت الثلاثة ملايين، ووصلت عدد الحالات حتى الربع الأول من أبريل 136 مليوناً، وقد علمنا فيروس كورونا: ثمانية أمور تعلمناها بعد عام واحد على اندلاع الوباء، ولذا فنحن نعرف الكثير عن طرق انتقاله وكيفية التعامل معه بشكل أكثر فاعلية... باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية التي لم يألوا الوطن جهداً بإنسانيته التي صانت المواطن والمُقيم وكل من يعيش على تلك الأرض الطيبة المباركة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وحكومتنا القويمة، وتوفير اللقاحات مجاناً، كعدالة وحصانة اجتماعية، وارتداء الكمامات لا يمنع لوحده انتشار فيروس كورونا، لكنه يساعد في احتوائه بأكثر من 90 % حسب ما توصلت إليه عدة دراسات، بل ويحمي كذلك أولئك الذين يختلطون بمصاب يرتدي كمامة هو الآخر.. والحذر ثُم الحذر مما نراه من تجمعات قد تودي لهلاكنا، فشهرنا شهر عبادة وحياة، لا شهر هلاك ودمار للبشرية، ولعل تخفيف صلاة التراويح في الحرمين الشريفين إلى خمس تسليمات مع استمرار الإجراءات التنظيمية والاحترازية التي أعدتها رئاسة شؤون الحرمين والجهات المعنية في خدمة ضيوف الرحمن خلال شهر رمضان المبارك، لأمر هام يحافظ على حياتنا، ويأمن سلامتنا، فخُذ الخطوة وبادر بالتلقيح مع الحذر ثُم الحذر من التجمعات بأنواعها، وابتعد عما يُعكر صفو مجتمعنا.. وكُن ببيتك مع الأسرة الصغيرة سعيداً بدلاً من مظاهر التعبد الجماعي، كونها تجربة جيدة أن يعيش الفرد رمضان بعيداً عن الأشكال الطقوسية والمظهرية التي تخرجه في كثير من الأحيان عن مقاصده وأهدافه الحقيقية والشرعية، داعين جميعاً ومع كل الأمنيات طبعاً، بأن ينتهي بلاء الوباء في أسرع وقت ممكن.