ليالي السبيعي
الاعتذار عنوان لكل إنسان يحمل الكثير من الصفات النبيلة والتواضع وحُسن الخلق والحكمة والرقي والتربية السليمة، قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)، الاعتذار يندرج تحت العفو، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، وهو صفة نبيلة يفتقدها الكثير من الناس، فكثيراً ما نجد أن هذه الثقافة شبه معدومة في المجتمعات على حد سواء.
ثقافة الاعتذار ثقافة عالمية مهما تعددت الجنسيات واللغات، تدل على قوة الشخصية والحكمة والتربية السليمة والإنسانية في عدم التجاوز بالخطأ أو التعرض لأذى المشاعر.. وليست كما يظن البعض أنها ضعف شخصية أو إهانة.
كثيراً ما يتردد على مسامعي (أنا لا أعتذر) أنا ما أحب كلمة (آسف) هذا وإن دل على شيء، فإنما يدل على إنسان غير سليم في التفكير أو الاعتقاد. وكثيراً ما نجد أن هذه الفئة يخترعون المبررات غير المقنعة، والبعض يعتبر أن الاعتذار يقلل من مكانته الاجتماعية أو سمعته.
وتجد البعض لا توجد هذه الكلمة في قاموس حياته وليتها تتمثل في شخصه فقط، بل في كل من يتعلق به من سلالته أو حتى المحيطين به.. وتجدهم يتخيلون أن كل شخص يقدم اعتذاراً.. يُهين نفسه ويقلل من شأنه وكرامته..
وثقافة الاعتذار تختلف من شخص إلى آخر ومن المتعارف عليه في مجتمعاتنا العربية أن ثقافة الاعتذار عند المرأة أقوى من الرجل.. حيث إن المرأة أكثر اهتماماً بالعلاقات من الرجل.. وان الكثير من الرجال يعتبرون أن الاعتذار ينقص من قدره وشأنه، وهذا مع الأسف الشديد في مجتمعاتنا العربية فقط.
الاعتذار أدب اجتماعي ينزع من الشخص شعور الكبرياء وصفة الغرور.. الاعتذار تهذيب للنفس والتزام بتعاليم ديننا الحنيف.. الاعتذار يقلل من اتساع الفجوات بين الأشخاص عند الخلاف. وهو صفة جميلة تمحو ما في النفوس من غضب وحقد وبغضاء..
اعتذروا .. وتعلموا كيف ومتى يكون الاعتذار.. لأن الاعتذار من شيم الكرماء.
اعتذروا واصفحوا وابقوا على العهد ولا تسمحوا لأي موقف كان أن يغير من صفاتكم النبيلة التي نشأتم وتربيتم عليها..
ولنفهم جميعاً .. أن الاعتذار ثقافة.. الاعتذار وسيلة لتعميق الحب واستمرار العلاقات.. وحفظ المودة والبقاء على العهد.