يوم الخميس 12 شعبان عام 1442 الموافق 25 مارس 2021هـ ودَّعنا عميد أسرتنا المرحوم عبدالله بن سليمان الحمد الربدي، ودعنا ولد العم سليمان أو بالأصح العم أبو محمد الذى نحسبه والله حسيبه من الذين قال الله عنهم {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
لقد رحل رجل البِر والإحسان، الذى ينفق بحيث لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، رحل عن الدنيا عبدالله الربدي أبو محمد، العالم الفاضل، والرجل الكريم، أول وكيل لمعهد بريدة العلمي، من تاريخ افتتاحه 1373هـ حتى تقاعده عام 1408هـ، والمرحوم هو الابن الوحيد لوالديه، البار بهما والحريص كل الحرص على معاملتهما بالحسنى وزيادة، واضعًا نصب عيينه وصية الرسول عليه الصلاة والسلام، في توجيهه، لذلك الصحابي الحريص على الجهاد، في قوله عليه الصلاة والسلام: (فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)، وقد وفقه الله للجهاد، والبر بهما، والإحسان إليهما، بشكل لا يصدقه العقل، مستجيبًا لأمر العزيز الحكيم، والذي يقول في محكم كتابه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.
ونفذ وصية العزيز الحكيم بوالديه امتثالاً لأمر العزيز الحميد القائل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا...} الآية.
ولم يقتصر برّه على والديه، بل كان بارًا بأخواته الثلاث، فكان لهن كالأب والأخ والصديق طوال حياة الوالد، وبعد وفاته كان بهن بارًا رحيمًا أرخص كل شيء من أجلهن، حتى بلغ أعلى درجات البر والإحسان بهن مستجيبًا لتوجيهات وتوصيات العزيز الحكيم، {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ...} الآية.
فكان نعم الأب، ونعم الأخ، ونعم الولد، وصار يضرب به المثل بالبّر والإحسان إليهن، ولو عاصرته الخنساء لقالت فيه ما قالت بأخيها صخر وربما زادت على ذلك واستبدلت صخرًا بعبدالله لتقول:
وإنَّ عبدالله لَوالِينا وَسَيّدُنا
وإنَّ عبدالله إذا نَشتو لَنَحّارُ
وإنَّ عبدالله لَمِقدامٌ إذا رَكِبوا
وإنَّ عبدالله إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنَّ عبدالله لَتَأتَم الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ.
إنه العبد التقي النقي الصابر المحتسب الذى عرف ربه وأدى الواجبات والأركان التي أوجبها عليه نحسبه والله حسيبه من عباد الرحمن الذين قال الله عنهم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، نعم إنه العبد الصالح الذى ما قال لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاؤهُ نَعَمُ.
والمرحوم عبدالله بن سليمان من أحفاد المرحوم إبراهيم المحمد العبدالرحمن الربدي صاحب الجاه والوجاهة والمواقف المشرفة مع موحد البلاد، وباني الأمجاد، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحم الله الجميع- وقد نهج منهج الآباء والأجداد بالكرم والإنفاق والإحسان إلى الناس والسمع والطاعة لولاة الأمر، استضاف أمراء المنطقة أكثر من مرة في منزله العامر، وأمضى الكثير من عمره يعمل متطوعًا بجمعية البّر بمدينة بريدة، نحسبه والله حسيبه من {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
عُرف عن المرحوم والذي ودعناه صباح يوم الخميس 12-8-1442هـ إلى منازل الآخرة بأمر من العزيز الرحيم، حب الناس، من يعرف ومن لا يعرف، والدليل على ذلك جموع المصلين عليه والمعزين فيه، أولهم ولاة الأمر حكام هذه البلاد وأصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء، والمواطنون على اختلاف مستوياتهم، الاجتماعية والثقافية.
لقد عمل أبو محمد معلمًا ومربيًا بالمعهد العلمي ببريدة من عام 1373هـ حتى تقاعده، وضرب مثلاً في التعامل الحسن مع الزملاء ومع الطلاب، الكل يذكره بخير عندما يأتي ذكره في أي مكان، تخرج على يديه مشايخ وعلماء ومعلمون أفاضل تفتخر فيهم المملكة العربية السعودية خاصة، والبلاد الإسلامية عامة.
كان يتواصل معهم ويتواصلون معه، ومن أولئك العلماء والمشايخ، ومن باب الذكر، فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضو لجنة الإشراف على الدعاة أثناء موسم الحج، إلى جانب عمله عضوًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية. ومنهم الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبد الله الخضير عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي تقاعد عن العمل عام 27-8-1442هـ العضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء المتفرعة من هيئة كبار العلماء. ومنهم الدكتور عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف والذي عمل معلمًا، ثم مديرًا لثانوية بريدة الأولى، ثم مديرًا عامًا للتربية والتعليم بمنطقة القصيم حتى عام 1316هـ، وبعد تقاعده عمل محاضرًا بجامعة القصيم، وكان ولا يزال إمامًا وخطيبًا لمصلى العيد شمال مدينة بريدة، والذى أمّ فيه أصحاب السمو الملكى أمراء منطقة القصيم، (الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن بندر، والأمير الدكتور فيصل بن مشعل)، وسكان شمال مدينة بريدة مواطنين ومقيمين وعابري سبيل.
ومن الطلبة الذين يفتخر بهم ويعتز بتدريسهم، صالح العبدالله الوائل التويجري، والذي تقلب بالوظائف التعليمية، من مدرس إلى وكيل، ثم مدير للمعهد الزراعي بمدينة بريدة، وأخيرًا مديرًا عامًا للتعليم بمنطقة القصيم من عام 1321هـ حتى أحيل على التقاعد، ومن المسؤولين الذين مثلوا حكومة المملكة العربية السعودية بالمحافل الدولية، وكان له السبق بالتدريس بالجمهورية اليمنية، وله الفضل بالتوسع بفتح المدارس بمراحلها الثلاث بمنطقة القصيم.
والطلبة الذين درسوا وتعلموا بالمعهد العلمي ببريدة وحصلوا على المؤهلات العلمية حين كبروا تبؤوا مراكز قيادية بالدولة، عندما كان أبو محمد وكيلاً ومعلمًا بالمعهد العلمي، هم أكثر من أن نحصيهم أو نعدهم، منهم من واصل تعليمه بكلية الشريعة، أو كلية اللغة العربية، ومن ثم بجامعة الإمام محمد بن سعود السلامية بجميع تخصصاتها الأدبية، والتي فتحت لها فروع في عهد الملك خالد -رحمه الله- عام 1398- 1397هـ ببعض مناطق المملكة شكلت مع فروع جامعة الملك سعود في تلك المناطق جامعات تدرس جميع التخصصات العلمية والأدبية، عرف بعضها بالمناطق التي كانت فيها كجامعة القصيم بمنطقة القصيم وجامعة حائل بحائل ......الخ.
والعلماء والمشايخ الذين كان يفتخر بهم -رحمه الله- ويثني عليهم خيرًا هم فيض من غيض علماء وقضاة ومعلمين وعسكريين ومسؤولين تولوا مناصب قيادية خدموا الدين والملك والوطن بكل صدق وأمانة.
وللمرحوم عبدالله السليمان الربدي فزعات مع المواطنين، خاصة طلبة العلم، نذكر شيئًا منها، وتجاوزات في قبول الطلاب قد تكون مع بداية العام الدراسي أو منتصفه، ففى سنة من السنوات ومع بداية العام الدراسي تقدم المواطن، المرحوم ناصر المبيرك، التاجر المعروف، والذى تبرع بأكثر من عشرين مليونًا لجمعيات البر، وعمَّر أكثر من جامع ومسجد، والذي تجاوز سنه أثناء طلب العلم سن القبول بالمعهد العلمي، وكان عمره أكثر من خمسة وعشرين عامًا عند طلب الالتحاق بالمعهد بمدينة بريدة، وقد طلب من مدير المعهد آنذاك الشيخ محمد الناصر العبودي قبوله بالمعهد، والذي يقاربه بالسن، فاعتذر لكبر سنه، لكون شروط القبول، لا تنطبق عليه، وصارت بين المواطن والمدير مشادات، تدخل فيها المرحوم أبو محمد، وأصلح بينهما، وانتهت بقبول الشيخ ناصر بالمعهد، الذي واصل تعليمه حتى تخرج من كلية الشريعة عام 1385هـ، وعيِّن مدرسًا بمتوسطة حائل الأولى، ثم نُقل إلى متوسطة القادسية ببريدة معلمًا، ثم نقل معلمًا لمادة التفسير بثانوية بريدة، حتى تقاعد منها عام 1409هـ، ظل ناصر المبيرك (النصرة)، يتواصل مع أبي محمد ويدين له بالفضل، ويذكره حتى توفاه الله -رحم الله الجميع. ومن الأعمال التي تذكر لعبدالله السليمان الربدي، فيُشكر عليها، قبوله للطالب عبد الله بن محمد الغنيمان، للدراسة بالمعهد العلمي في بريدة، والذي رفض قبوله مدير المعهد، بسبب عدم حصوله على الشهادة الابتدائية، وبفضل شفاعة المرحوم عبدالله السليمان الذي قبله بالمعهد، واصل تعليمه في كلية الشريعة بالرياض، وتخرج بامتياز وتم تعيينه برئاسة قسم العقيدة بالدراسات العليا، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم ترأس قسم الدراسات العليا، في كلية الدعوة وغيرها، وله دروس في المسجد النبوي، ولا يزال يدين بالوفاء ويعترف بالفضل لأبي محمد، ويزوره ويدعو له بظاهر الغيب. والذين عمل فيهم معروفًا وأحسن إليهم عدد كثير من الناس، ضربنا مثلاً بالشخصيات والمشاهير المشهورة، والذين فاق جهدهم وذكرهم في الداخل والخارج.
وعبدالله السليمان الربدي طلب العلم من صغره على علماء بريدة، ودرس بمدرسة الصقعبي، وتخرج من مدرسة الوهيبي، وحصل على إجازة علماء عصره، الذين شهدوا له بالتفوق والعمل الجاد، ومنهم عبدالله بن حميد قاضي بريدة في السبعينات، وإمام جامع الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين جامع بريدة سابقًا، وقبل أن يصدر الملك فيصل مرسومًا ملكيًا بنقله وتعيينه مشرفًا عامًا على المسجد الحرام عام 1384هـ، والذي عُيِّن في عهد الملك خالد رئيساً لمجلس القضاة، وعضواً في هيئة كبار العلماء، حتى وفاته رحمه الله 1402هـ.
وكان أبو محمد يجلّ عبدالله، ويزوره ويطلب عليه العلم، كلما سافر إلى مكة المكرمة، والعاصمة الرياض قبل وفاته.
ومن الذين طلب عليهم العلم محمد الصالح المطوع (الحميدي)، والذي كان يجلس لتعليم الناس بالمسجد، المعروف بمسجد عودة، والذي جدد بناءه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز عام 1407هـ، وكان محمد المطوع يجلس لتعليم الناس بالمجان، ولوجه الله، من بعد صلاة الفجر حتى الساعة التاسعة صباحًا، ومن بعد صلاة العشاء حتى العاشرة مساء، وقد يجلس لطلبة العلم بعد صلاة الظهر لمدة ساعة أو ساعتين، وبين الصلاتين المغرب والعشاء.
والمرحوم أبو محمد واصلاً لرحمه، يجمع أهله وأقاربه بين فترة وأخرى، وخصص يوم الجمعة لزيارة الأهل والأقارب، خاصة كبار السن والمسؤولين، وقد اكتسب هذه الصفات من والده سليمان، فقد كان يصاحب والده أثناء زياراته، ويأخذ بيده، وبتوجيهاته، وقد سار على نهجه، واضعًا أمام عينه قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، وأخذًا بتوجيهات الحديث الصحيح أيضًا، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لما خلق الله الرحم قالت: يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال لها الرب: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك...) ..الحديث.
والمرحوم عبدالله السليمان الربدي يعتز بأصدقائه، وجيرانه، يتواصل معهم، ويزورهم ويزورنه، وما أكثر الأصدقاء حين تعدهم، إنهم أكثر من أن نعدهم، أو نحصيهم أصدقاء يعتز بهم، ويذكرهم بين وقت وآخر، ويترحم على ميتهم، ويتواصل مع أبنائهم، نذكر منهم على سبيل الوفاء، والبر بهم، ومن تلك الشخصيات التي يعتز بها، ويجلها محمد بن ناصر العبودي، زميله بالتدريس، عندما كان يدرس بالمدرسة المنصورية، المدرسة الابتدائية الثانية بمدينة بريدة، وعندما كلف محمد العبودي بإدارة المعهد العلمي عام 1373هـ اختار زميله بالمدرسة المعلم عبدالله السليمان الربدي وكيلاً ينوب عنه بالمعهد، ومن ذلك الزمن حتى قبيل وفاته، ومحمد العبودي يزوره ويتصل على أولاده للاطمئنان عليه، خاصة بعد ما أعياه المرض، وفقد الوعي بسبب الزهايمر، ولا يمكن أن يصل محمد ناصر العبودي إلى القصيم دون أن يصل، أو يتصل بزميل العمل، ورفيق الدرب وصديق العمر أبو محمد، والعبودي علم من أعلام المملكة العربية السعودية خاصة والعالم الإسلامى عامة، اشتهر بتأليف الكتب، وبالرحلات الدولية، ويمكن القول إنه مرَّ على جميع دول العالم دون استثناء، بحكم عمله برابطة العالم الإسلامي.
وُلد محمد الناصر العبودي بمدينة بريدة، ودرس على علمائها ومشايخها (المطاوعة) وزاده الله بسطة في العلم والصحة.
عمل معلمًا في بداية حياته، ثم مديرًا للمعهد العلمي في بريدة، ثم أصبح الأمين العام للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لثلاثة عشر عامًا، ثم أصبح وكيلاً للجامعة ثم مديرًا لها، وأخيرًا شغل منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ولا يزال يتمتع بصحة جيدة، نسأل الله له الصحة والعافية وطول العمر.
ومن الأصدقاء المرحوم صالح العبدالله السلمان أحد أعيان بريدة ورجل الأعمال الذى جاهد بالحياة حتى رزقه الله المال والبنين، رئيس لجنة أهالي منطقة القصيم الأسبق، صاحب الجاه، والوجاهة، الكريم الذي تأتي على قدره المكارم أو كما قال الشاعر:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
َتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
توفي رحمه الله عام 1427هـ بعد مرض بالقلب أجبره على العلاج في ألمانيا. ومنهم المربي والمعلم المرحوم موسى العبدالله العضيب مدير المعهد العلمي ببريدة من 1387 حتى 1391هـ جاره بالمنزل ورفيقه بالعمل رجل الأعمال الذي رحل عن الدنيا عام 1418هـ.
ومن الأصدقاء، والزملاء الذين عاش معهم إخوانًا متحابين بالله، وكان يعتز بهم، ويفاخر فيهم محمد العثمان البشر، الذي عمل مديرًا للمدرسة الفيصلية أول مدرسة فتحت بعهد الملك عبدالعزيز عام 1356هـ ثم مديرًا لمتوسطة وثانوية بريدة، وأخيرًا وكيلاً لمدير التعليم بمنطقة القصيم، تقاعد منها مبكرًا ليحترف التجارة وينضم لرجال الأعمال بالمنطقة وأعيانها، ومن الذين جاهدوا بأموالهم وبجهدهم لخدمة المحتاجين والمساكين حتى وفاته من خلال جمعية البر ببريدة.
ومن الزملاء الذين يعتز بهم ويأخذ برأيهم ويستشيره في بعض الأمور محمد العبدالله الفوزان السابق، الموظف السابق بإدارة المعارف بالخرج في أول حياته العملية ثم إدارة المعارف بمنطقة القصيم الذي أخلص بعمله وجاهد بحياته وبر بوالديه فرزقه الله المال والبنون ليصبح من أثرياء المنطقة ومن رجال الأعمال المشهود لهم بالتقوى والإحسان، والمشاريع التي يتقرب بها إلى العزيز الوهاب، رئيس لجنة أهالي بريدة، نسأل الله له طول العمر والصحة والعافية.
عرف عن ابن العم أبي محمد حبه للأعمال التي يتقرب بها إلى الله، فكان -رحمه الله- يقضي شهر رمضان مع أخواته وبعض أبنائه بمكة المكرمة من أول يوم من شهر رمضان حتى نهاية صيام الست من شوال، يعتمر ويفطر الصائمين ويتصدق على الفقراء والمساكين، نحسبه والله حسيبه من الذين قال الله عنهم: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يظله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، ومن الذين يعبرون الصراط المستقيم، ومن الذين هُيئ لهم {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}.
وعزاؤنا لأنفسنا، ولأسرة الربدي، ولأبنائه، محمد وخالد وأحمد وجابر وسليمان، ولبناته وأخواته خاصة، وإلى أصدقائه، وأبنائهم، وطلابه ولجميع المسلمين.
** **
علي محمد إبراهيم الربدي - القصيم - بريدة