لن أستبيح الوقت لمعاضله، لن أشيح العُمر لمعاوله..
هو يعلم للمُكره كيف يخون!
هو يُدرك الصبر أنّى يصون!
شواهدنا فريدة بين شموخ الحياة وبقايا الرفاة..
فما حيلة خيوط المهاد المُلتفة على خرقة الصوف وطين الرحيل؟!
هُنا زغردة حائرة، وهُناك آهة سائرة..
فلماذا يعوج الظهر؛ ويتضوع النهر؛ وتُحدودب الخُطوات وراء تلك العصا؟!
أفي البحر حياة؛ أم بالدهر شتات؟!
فما بين أشرعة المقام نشوة ماء ونجوى نماء..
فعلام تُجدف فيهم المراكب؛ وعلى ضفاف شُطآنهم تُفاحة وجنة ورمانة وحِنة؟!
أجل، أنامل العد محصورة في الأصابع، وتقاسيم الوجه ممهورة بين الشك واليقين!
فما عسى الأقلام تكتب؛ وكيف للأفواه تخطب؟!
هل للمسمى همزة وصلٍ؛ أم للمُعنّى كسرة فصل؛ أو للمُثنى جباية وخبر؟
الأقوال كثيرة، والتمتمات حصيره فوق الألسن..
فقد تقاسمت الأغصان مناقير الغربان، فبات الماضي كقشة من رديء التمر وما خلفته السنابل..
فيا هول عيدان القصب وتقسيم المآسي، ولا علم لخيزران ظله بما جرى إلا بالتساؤل والحيرة!
فكيف لنا أن نقف على ضفاف أعمارنا المتسارعة بالدهشة؟
هل نعتصر الحلم باليقظة، أو نتصفح ملامح اصفرار الجرائد؟
فما أرق أروقة هذه الأبجدية حين تستنطق حفيف الشجر،
وخرير الماء، وأنين الثكلى، وخشخشة الورق، وصرير القلم..
لتكون الساعة أنت، وعقاربها نحن..
ولا نعلم أيهما الزمان والمكان حينها!