تسعى سلطات الاحتلال الصهيوني جاهدة في سياق تنفيذ خططها الاستعمارية الكولنيالية الاقتلاعية الاستيطانية وخصوصاً منها في مدينة القدس، كي تطبق سيطرتها المطلقة على حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشرقية وتهويده من خلال مصادرة منازل سكانه من المواطنين الفلسطينيين فيه، والعمل على تشريدهم إلى خارج القدس كجزء لا يتجزأ من مخطط الطرد والاقتلاع للمواطنين الفلسطينيين من أملاكهم، وخصوصاً في مدينة القدس، والذين بصمودهم في بيوتهم وتمسكهم بحقوقهم الطبيعية والقانونية في العيش فيها وتوارثها جيلاً عن جيل يشكلون العقبة الكأداء أمام استكمال تنفيذ المشاريع الاقتلاعية والاستيطانية التهويدية للكيان الصهيوني، وخاصة منها في مدينة القدس، التي تجري فيها عمليات اقتلاع سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل والأساليب الظاهرة والمستترة والناعمة والخشنة، كل ذلك بهدف إخلاء مدينة القدس بكامل أحيائها مستقبلاً من سكانها الفلسطينيين الأصليين وإحلال المستوطنين الصهاينة الذين يجلبون من شتى بقاع الأرض محلهم وفي بيوتهم وأراضيهم في سياق تنفيذ خطط المشروع العنصري الاقتلاعي الاستيطاني الصهيوني المحموم الذي يتصاعد في مدينة القدس، وكافة أنحاء فلسطين سواء منها المحتل في العام 1948م كما يجري في المدن الساحلية أو في النقب أو في الجليل والكرمل كما في المناطق المحتلة عام 1967م في مناطق الأغوار وباقي أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
كل ذلك يجري تحت سمع وبصر العالم دون أن يحرك ساكناً لوقف هذه الممارسات والسياسات المتبعة من قبل سلطات الاحتلال... أو دون تجاوز مستويات الشجب والإدانة لها.. وهذا النوع من المواقف السلبية لم يجد نفعاً ولم يؤد إلى وقف الكيان الصهيوني عن مواصلة سياساته الاستعمارية الاقتلاعية الجهنمية في حق الشعب الفلسطيني واستمرار مصادراته للأراضي والبيوت الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، والتي يمتلكونها وينتفعون بها منذ أجيال عديدة قبل أن تنشأ الفكرة الصهيونية وينشأ كيانها الغاصب، وهي أفعال ترقى إلى جرائم حرب موصوفة يعاقب عليها القانون الدولي.
إن هذا الأمر قد بات خطيراً جداً ويتهدد الكل الفلسطيني في القدس وغيرها في الوطن الفلسطيني وفي نهاية المطاف تعمل هذه السياسات الاستعمارية على تأجيج الصراع وجعله صراع وجود وبقاء يستحيل معه تحقيق مبدأ التعايش والتسويات السياسية.
اليوم عشرات العائلات المقدسية مهددة بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح والقذف بها إلى المجهول، لا بد من مواجهة هذه السياسات والممارسات الاحتلالية بشتى الوسائل والعمل على توفير كافة أسباب الدعم والصمود لهذه العائلات المهددة بإخلاء بيوتها ومنازلها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس لتمكينها من البقاء والعيش الطبيعي في بيوتها ومنازلها بأمن وسلام بعيدا عن كل أشكال التهديد والوعيد بالطرد منها ومصادرتها تحت حجج وذرائع واهية تتنافي مع أبسط قواعد قوانين الملكية والانتفاع ومع قواعد القانون الإنساني الدولي.. هكذا تؤكد سياسات الاستعمار الكولنيالي الاقتلاعي التوسعي الاستيطاني العنصري مجافاتها للقانون وللشرعية الدولية وغيرها مما يبقي حياة المواطن الفلسطيني ومستقبله في خطر داهم وبالغ.. هذا يستدعي التحرك العربي والدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان حياته وأمنه وسلامه المهدد بخطر هذه السياسات من سلطات الاحتلال... كما يقتضي التضامن مع هذه العائلات المهدد اليوم بالإخلاء لبيوتها بحركة تضامن شعبية واسعة النطاق في الداخل والخارج لتثبيتهم في منازلهم وبيوتهم في حي الشيخ جراح وعدم اخلائها وإفشال مخططات التهويد والمصادرة لها، وسوف تنطلق حملة عالمية إعلامية تضامنية مع سكان حي الشيخ جراح اعتبار من يوم الاثنين للتعريف بما يتهددهم ولدعم حقهم في استمرار العيش والبقاء في منازلهم آمنين سالمين... فكن جزءاً منها بشكل أو بآخر..
هذا وجه قبيح من وجوه الاستعمار الصهيوني الاقتلاعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لابد من مواجهته وهزيمته بمختلف الوسائل الممكنة والمتاحة.