تلقيتُ من أبناء الراحل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- الذي عاش من 1345 إلى 1433 كتابه الموسوم بـ(عبدالعزيز بن عبدالعزيز المنقور من المسطور والمأثور) الذي صدر في 1442. وبدأ في تدوينه -رحمه الله- قبل وفاته بشهرين، ولم تمهله المنية لطباعته. وقد عمل أبناؤه وبناته على تنقيحه، وإضافة بعض الصور إليه. والكتاب يقع في 158 صفحة من الحجم المتوسط، ويشمل المقدمة وأربعة فصول. الفصول الأول: التمهيد، ويتحدث عن بعض رجالات أسرة المنقور. والفصل الثاني سيرة ومسيرة المؤلف. والفصل الثالث جهود أسرته، وتحدث فيها المؤلف عما قدمه لمدينته حوطة سدير. والفصل الرابع قصص ومواقف وعبر وطرائف مرت عليه أثناء حياته. بعدها المؤلف بأقلام معاصريه، ثم في رثاء المؤلف، فالقصائد، فالخاتمة، وملحق بالوثائق والمراسلات، وملحق صور من التاريخ. وأظهر الكتاب حس المرحوم الأدبي وقدرته على تلخيص حياته العامرة بالجد والكفاح، ومسيرة اليتم وشظف العيش، وانتقاله من سدير إلى الرياض، وعمله وطموحه، ثم نبوغه وبزوغ نجمه ومسيرته الوظيفية والتجارية وأعماله الاجتماعية وعلاقته المتعددة.
هذا الكتاب صغير الحجم لكنه كبير في المعلومات، غني بالعبر وما يقدر الإنسان الطموح أن يضيفه لأهله ولبلده ولمجتمعه من أعمال نافعة وجهود ظاهرة حتى ولو لم يتولَّ منصبًا، بل بالفكر والصبر والجلد والمطالبة وبعد النظر واستشراف المستقبل سيحقق ما يكون فخرًا وعزًّا له ولذويه. ورغم أنني لم التقِ المرحوم إلا مرة أو مرتين في مناسبة عامة إلا أن سيرته ودماثة أخلاقه وتواضعه تسبقه في كل مكان. ويكفي أن تعرف ما يتمتع به من تواضع. ورغم عدم المعرفة الشخصية بيننا إلا أنه دوّن اسمى في كشف مَن سيهدي لهم كتابه قبل وفاته. فإذا كان هذا وفاءه مع من لم يره إلا لمامًا فكيف بمن صحبه وصادقه وكان له معرفة وثيقة معه؟! إن في سيرة الرعيل الأول عبرًا ودروسًا لا تقدر بثمن، ولن تجدها في الكتب أو الجامعات، فهم مدارس قائمة وقمم سامقة ورجال وفاء وكلمة صادقة. رحم الله أبا أحمد عبدالعزيز المنقور، وجزاه الله خيرًا على أعماله، وبارك في أولاده. والشكر موصول لجزيرتنا الغراء لتسليط الضوء على قامة عاشت لتُسعد غيرها، وماتت ليخلد ذكرها.