صورة جميلة، مكتنزة بالتفاصيل، أرسلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للفضاء، مدشناً بها مرحلة من التثقيف والتنوير من مهمة الهيئة لنشر معلومات تثقيفية في علوم الفضاء، وتدخل الهيئة بموجبها مرحلة إرساء قيم المعرفة والجمال والخبرات التي تمنح أجيال المستقبل وتغرس في نفوسهم حب الأوطان والتعلق بالفضائل.
ولا يغيب عن الذهن أن هذه الصورة لا تمثِّل فقط مؤشراً إلى نهاية الطموحات والآمال لرفع مكانة المملكة في هذا القطاع الاقتصادي المهم وفق الخطط الموضوعة، بل تدلّل وتؤكّد، كذلك، أن مهمة الهيئة السعودية للفضاء الوطنية تمضي قدماً نحو وضع الأجيال على خطٍّ واحد مع الفضاء، وعلومه أيضاً، بما يثري تجاربهم، ويشحذ همتهم في اكتساب المعرفة عبر هذه المبادرة.
ومما يدعو إلى فخر واعتزاز كل سعودي أن هذه الصورة، كذلك، بالمعطيات التي تقدمها لأجيال المستقبل، تشكِّل واحدة من اللحظات الفريدة، التي تترجم طموح وطننا والعرب، لبلوغ آفاق ومجالات جديدة من التعاون الدولي والمساهمة في الحضارة الإنسانية، من خلال المعرفة والعلم ورفد اقتصاد الفضاء بالقيم المضافة والآفاق الجديدة.
لقد أصبح وطننا أول وطن عربي، يشارك منه أكثر من 30 عالماً ورائد فضاء في رحلة الفضاء الأولى للعرب والمسلمين عام 1985م، وتختزن ذاكرة العرب والمسلمين والسعوديين الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك فهد -رحمه الله - وشاركه الملك سلمان بالمركبة، وعزَّزت على مدار أيام هذه الوطن، الشغف باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمجال الفضاء، في سياق مشروع هيئة تدار بكفاءة بأيدٍ سعودية.
«كونك»، مشروع تنويري وتثقيفي، يحمل أفكاراً كبيرة، ودروساً مهمة إلى أجيال المستقبل، مشروع يحقق أحلامهم ويكبر بها، ويفتح شهيتهم بالمعرفة والتثقيف، ونقل الصورة الذهنية من الفضاء والتعايش معها على أرض الواقع التي طالما سعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أول رائد فضاء عربي مسلم إلى تعزيزها في نفوس الأجيال المقبلة لهذا الوطن، في ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين؛ ليكون الفضاء رفيق طريقهم على الدوام، وأفضل سند لهم ومنارة تنير لهم مسارات خدمة الوطن عبر هذه المبادرة الوطنية الجميلة.