أحمد المغلوث
ضج الوطن كل الوطن يوم السبت الماضي عندما علم ببيان وزارة الدفاع الموقرة الذي تضمن تنفيذ حكم القتل بحق ثلاثة جنود من منسوبي وزارة الدفاع لارتكابهم جريمة الخيانة العظمى. ولقد ندَّد الآلاف من المواطنين والمقيمين عبر مختلف وسائل الإعلام الجديد بهذه الجريمة الخسيسة والمشينة. ولا شك أن من أقذر وأعظم الجرائم التي قد ترتكب في حق الأوطان هي جريمة «خيانة الوطن»، الوطن الأم والصدر الحنون. فعندما يخون المواطن وطنه «أمه» فماذا يا ترى تبقى له. كم هي كبيرة وعظيمة أن يخسر المواطن -مهما كان موقعه - دينه وشرفه، فخيانة الوطن هي خيانة للدين والانتماء والشرف. ومنذ الصغر يتعلَّم المواطن في مختلف دول العالم أهمية الانتماء للوطن والالتزام بالدين والمحافظة على مكتسبات وطنه ومواطنيه والوفاء والولاء قبل وبعد لقيادته. والسعي حثيثاً في المحافظة على ما تعلّمه من ثوابت دينية ووطنية مهمة وأن يجعل نصب عينيه التمسك بالكتاب والسنَّة وأن يتجنب الشبهات والابتعاد عن أعداء الوطن الذين يمارسون إغراء البعض من ضعاف النفوس بالمال أو عبر وسائل مختلفة لا تخفى على القراء الكرام.. ولقد ابتليت بلادنا مثل غيرها بوجود (طابور خامس) من الخونة الذين باعوا وطنهم بثمن بخس، والذي يجتهدون في توظيف «الخونة» وفي مختلف القطاعات بهدف تخريب الوطن وبيع المعلومات لأعداء الوطن، وما أكثرهم في هذا الزمن الرديء الذين ساعدت التقنية في خدمتهم وتسهيل مهماتهم القذرة الساعية لزعزعة أمن وطننا الحبيب، ولكن عيون الوطن الحادة التي استطاعت وفي مختلف العهود اكتشاف كل من خان وطنه هذه الأرض الطيبة. أرض الإسلام والسلام والأمن والاستقرار. وكان مصيرهم الموت. وهذا ما حدث يوم السبت، حيث نفذ حكم القتل في الثلاثة الجنود الخونة.. الذين -ولا شماتة - استحقوا ما جنته عليهم نفوسهم التي ظلت الطريق وجانبت الصواب.. وسعت إلى الإضرار بوطنهم الذي ينتمون إليه مما أدى بالمساس بأمنه واستقراره. ومملكتنا مملكة الحق والعدالة الأمينة على وطن الإسلام والحرمين الشريفين وكل الوطن لا تتأخر في بذل كل الجهود الساعية للمحافظة عليه. وبالتالي لن تتأخر عن اجتثاث وقتل كل من تسوِّل له نفسه المساس بأمنه وأمن مواطنيه واستقرارهم، أكان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر الخيانة العظمى.. وليعلم كل مواطن ومقيم أن عيون الوطن ومواطنيه يقظة ليل نهار من أجل وطن آمن ومستقر.