أ.د.عثمان بن صالح العامر
العنوان استفهام استنكاري، لأن من خان وطنه الخيانة العظمى فقد خان دينه وضميره وأهله وعائلته، وما بعد ذلك؟
- هذا على افتراض أنه مجرد مواطن، فكيف إذا كان جندياً في الصف مؤتمن وموثوق به من قبل ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم.
- هذا على افتراض أنه أي وطن، فكيف إذا كان هذا الوطن المملكة العربية السعودية ذات القدسية والخصوصية التي لا تخفى على أحد، فما بالك بالمسلم الذي يعرف منزلتها في قلب كل موحّد على وجه هذه البسيطة الذي يتوجه للكعبة فيها خمس مرات في اليوم والليلة؟!
كنّا نسمع ونقرأ عن خونة الأوطان، عن الطابور الخامس، عن المثقف/ السياسي الذي باع أرضه، وعن... وعن ... ذات اليمين وذات الشمال، ولم يدر في خلد أي منا أن هذا المرض السرطاني سيمتد ليصل إلى بلد الأمن والأمان، وطن الإسلام وقبلة المسلمين في أي مكان.
ولعظم الأمر، وشدة أثره ووقعه، وحتى يوأد الشر في مهده ، صدر بحق هؤلاء الخونة الثلاثة من المحكمة المختصة - بعد أن ثبتت إدانتهم بما أُسند إليهم - الحكم بالقتل وفقًا للمقتضى الشرعي والنظامي، وتم استيفاء إجراءات تدقيق الحكم، والمصادقة عليه وصدر الأمر الملكي بإنفاذ ما تقرَّر بحقهم. وقد تم تنفيذ حكم القتل بحق المذكورين في هذا اليوم السبت (28-8-1442هـ)، بقيادة المنطقة الجنوبية.
في مقابل هذا الوجه الكالح الذي ضايق شريحة عريضة من المواطنين فباحوا بمكنون مشاعرهم في عالمهم الافتراضي المفتوح مغرِّدين وكاتبين عن عظيم حبهم وولائهم وإخلاصهم لوطن العز وقيادة العزم والحزم، وفِي ذات الوقت معلنين شدة غضبهم وحنقهم على هؤلاء الخونة جراء صنيعهم الذي لا يمكن أن ينمحي من ذاكرة التاريخ، مطالبين الجميع باستنكار هذا الجرم الذي لا يمكن السكوت عليه بحال. أقول في مقابل هذه الصورة الشوهاء التي تعتبر شاذة في مجتمعنا السعودي هناك رجال مخلصون لوطنهم، صادقون في مواطنتهم، قائمون على أماناتهم التي ندبهم ولي الأمر لها على أحسن وجه، حقهم في هذا المقام الشكر والتثمين والتقدير من الجميع، وعلى رأس هؤلاء الأمناء (رجال القوات المسلحة الأوفياء الذين برّوا بقسمهم، وضحّوا بدمائهم لحفظ أمن واستقرار هذا الوطن ومقدساته)، فباسم كل مواطن ينشد الخير لهذه البلاد المباركة شكراً لكم رجال أمننا البواسل، ودمت عزيزاً يا وطني، وشهركم مبارك، وإلى لقاء، والسلام.