إيمان الدبيّان

لها أهدافها، وأنواعها، ويحيط بها الكثير من معانيها، فقد تكون رحلة كتاب، أو رحلة فضاء، ومع هذا وذاك تبقى هي الرحلة، والرحلة لُغويا يقصد بها الارتحال، أي: المُضي في السفر بنيّة قد تكون برية، أو بحرية، وحتى فضائية، أو خيالية؛ ولكن الحديث هنا سيكون عن رحلة عبر الزمن.

إن السفر عبر الزمن هو مفهوم معترف به في فلسفة المكان والزمان، والسفر عبر الزمن يعتبر من الخيال؛ ولكن السفر إلى نقطة افتراضية في الوقت لديه دعم محدود جدا في علم الفيزياء النظرية.

السفر عبر الزمن نظريا ينطوي على الانتقال إلى الوراء في الوقت المناسب للحظة في وقت سابق من نقطة الانطلاق، أو ينتقل إلى مستقبل هذه النقطة دون حاجة المسافر لتجربة الفترة الفاصلة.

كل هذه المعاني اللغوية، والعلمية، والفلسفية أسرعت أسترجع بعضها في ذاكرتي، وأبحث عن بعضها الآخر في مكتبتي، وأنا أسمع، وأشاهد خبر إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، الرؤيةَ التصميمية لمخطط «رحلة عبر الزمن»، هذه الرؤية العظيمة بقائدها، والثمينة بمضمونها سيتم من خلالها إنشاء خمسة مراكز تمتد على طول 20 كيلومتراً من قلب العُلا، في محطات ملهمة، وأساسية عبر مسار «رحلة عبر الزمن»، وستشمل تلك المراكز على خمسة مواقع أثرية رئيسية، حيث أن المركز الأول سيشمل البلدة القديمة، والمركز الثاني يشمل موقع دادان، ويأتي المركز الثالث ليضم جبل عكمة «المكتبة المفتوحة»، أما المركز الرابع فيمثل الواحة النبطية، وأخيراً يأتي المركز الخامس ممثلاً في موقع الحِجر التراثي.

يعدّ كل من هذه المراكز مَعلَماً ثقافياً بحد ذاته، ويعكس بشكل فريد الطبيعة والتضاريس التي تنفرد بها هذه المنطقة الجغرافية. تم اعتماد هذا التصميم المكاني للمراكز والمرافق الثقافية المتميزة لترتكز على توفير تجربة مميزة للزوّار لاستكشاف تاريخ المنطقة العريق.

تعمل الخمسة مراكز كمحطات على طول مسار وادي الضيافة مما يجعلها تعكس الهوية الثقافية والطبيعية للبيئة المحلية. وستحقق هذه المراكز بإذن الله الاستمتاع بالإبداع والانغماس بسحر التجربة الغامرة والمعرفة وسط بيئة العلا المتنوعة.

ليس هذا فقط هو ما تحمله الرؤية التصميمية لمخطط رحلة عبر الزمن، وإنما في جعبتها الكثير والكثير ومنها: أنها تتناغم مع مبادرة السعودية الخضراء، وذلك من خلال تنفيذ مشروع إعادة إحياء وتأهيل الواحة الثقافية من خلال رحلة عبر الزمن هذه الرحلة التي تقع ضمن إطار رؤية السعودية 2030، بحيث يلتزم مخطط رحلة عبر الزمن بتحقيق:

- التناغم بين الإنسان والطبيعة.

- الحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري العالمي.

- تعزيز فرص الاستثمار ودعم النمو الاقتصادي المستدام.

رحلة عبر الزمن يفخر بها كل مواطن سعودي ويجعلها للعصر الحديث شاهدا، ويعلنها للعالم حضارة قبل آلاف السنين يُحدِّثها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، ويجعلها حاضرا متطورا وواقعا.

الحديث عن هذا الإنجاز وغيره من الإنجازات الوطنية هو واجب، ودور لكل كاتب، وإعلامي وصحافي سعودي لزاما عليه أن يخبر العالم بِحَرْفِه وصادق نبضه بأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده هي السعودية الغنية، والثرية بنفطها، وتراثها، وتاريخها، وحضارتها، وثقافتها، ورجالها، ونسائها بمختلف شرائح مجتمعها، فالقلم الذي لا يكتب عما ينجَز لا يستحق حتى الحبر الذي يسري في هيكله، والفكر الذي لا يضيء النور حول ما يُعمَل لا يساوي العقل الذي يحمله.

كان العالم يُبْهرنا واليوم العلا تُبْهِر الدُّنى.